أتقتلون أهله مرّتين؟

تركي عامر‏ | فلسطين

(الأستاذ المحاضر الجامعيّ سلطان حمزة الصفدي الجولان السورية المحتلة أسكنه الله فسيح الجنان..وألهم أهله وذويه وطلّابه ومحبّيه جميل الصّبر والسّلوان).

أمّا بعد،

إنّ من يقود مركبة بسرعة جنونيّة، 

منتحرٌ أيّها المسرعون.

ومن يذهب إلى حرب ليست لنا، 

منتحرٌ أيّها المغيّبون.

ومن يقضي العمر عميلًا

عاملًا حاله وطنيًّا، 

منتحرٌ أيّها المخدوعون.

لكنّكم تقيمون لهم عزاءً 

مهيبًا في وضح النّهار،

وتشاطرون أهلهم وذويهم 

بكاءً صادقًا حارقًا 

ورثاءً مؤثّرًا حدّ الدّمار،

وتتضرّعون إلى الله  

أن يخصّهم برحمة واسعة.

أمّا الّذي في لحظة ضعف بشري 

يضع حدًّا لحياته لأسباب 

لا يعلمها إلّا خالقه، 

فنراكم لا تقيمون له عزاءً

يليق بآدميّتنا النّاقصة

وتسارعون إلى دفنه

تحت جنح الظّلام 

ولا تطلبون له بعض رحمة 

من ربّ الأنام.

أتقتلون أهله مرّتين؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى