سفينة نوح تعود من جديد

سمير الجندي | فلسطين

القدس ليست حزينة ليس في خاطري غير الخير الذي امتزج في الذكريات ولم يحل “فاوست” و خفايا “غوته” بكل ما فيها من خيالات واحكام مكان فكرة نبتت في لحظة من ذكرى مثقلة بالحب للمكان. لقد عزمت امري أخيرا. بعد ان خلطت الأشياء وكنت ارتبك ارتباكا شديدا، الآن اريد ان اهتم بالجزيئات احاول ان اجمع شتات افكاري التي سرعان ما تطورت.

لن أغرق في مستنقع الحال الذي أغرق المبدعين. وسأصنع من نصوصي سفينة نوح حتى أقطع هذا الوحل بسلام. فتقدرني السماء حق قدري… ليس جزافا ما يشاع أن الكاتب ابن بيئته. وليس حكرا على الأسماء الملمعة ان تردد بعض مقولاتهم – ما علينا – فالمقام لا يسمح بالجدال. ولندعه جانبا لنتفرغ إلى واجب المقاتلين الأوفياء.

هذا الشبل الذي افرح قتلته حين تأكدوا من موته. سخريتهم تنفذ في عظام الإنسانية كسهم “منتاوي” مخضب بسم أفعى استوائية. تلك هي حكايتنا وفيها قدر واف من حساباتنا. كيف نعمد إلى هدوئنا وليس امامنا سبيل غير سبيل واحد؛ الغضب ثم الغضب لنصنع حماسة شبابية تحتقر كل السبل غير السبيل الوحيد لنمضي إليه. فيه مروءة ونخوة. ليست القدس مدينة حزينة كما يشاع. فثمة ثلة من الرجال والنساء شديدو الكبرياء وقويو الإرادة. ذلك أنهم لم يسلموا بواقع هذا الحال.

فالمروءة عند الشباب لا تكلف المرء إلا حياته… وحين يضحي يصنع للأرض مجدها… وحين يقوم بعمل دون صمت يكون اقرب إلى انتصاره. ثم المح في وجه كل منهم ابتسامة النصر غير الساخرة… فهم لا يسخرون من الموت.. ولا يشهرون اعتراضهم. وأكثر من ذلك إنهم يقبلون على المواجهة بعزيمة ثابتة… هم يشكلون الأغلبية الساحقة بين كافة الشرائح. ويأتي توجيههم من نظرات الغضب في عيون نسائهم ومن الإصرار في عيون أطفالهم… يواجهون الخطر بما هو في متناول أيديهم.

وأحيانا كثيرة سلاحهم قبضاتهم الخشنة. دون أن يرتدوا قناعا يقيهم عيون أعدائهم الرمادية. الحرب فصول كثيرة. وهم يصنعون قبل انتصارهم الدهشة. هم شيء مختلف قد تمردوا على كل الحجج. وتفكيرهم لا حصر له. فالحضارة في نظرهم قد تراجعت ولم يعد فيها سمات مدهشة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى