العين الثالثة عين البصيرة والتنوير والمعرفة العميقة

زكريا كردي | كاتب عربي مغترب

مؤخراً قرأت عن فكرة راقت لي، تقول إن العين الثالثة، التي نشاهدها في بعض التماثيل والتصاوير البوذية أو الهندية، ترمز في معناها الأساس إلى عين المعرفة داخل الإنسان، والتي يمكن أن نُسميها مجازاً عين سريرة الإنسان الداخلية، أو عين البصيرة التي تهديه إلى التنوير واكتناه غور المعرفة العميقة.

ويقال إن وجود هذه العين لدى أي إنسان، يدل على وجود قدرة استثنائية ثاقبة لديه، وهبة ذهنية مميزة، تمكنهُ من إدراك ما لا يدركه الناس العاديون البسطاء، وبالتالي حصوله على سعة رؤيا أو بصيرة لما وراء ظاهريات اللغة ومخاتل السلوك، أو تمتعه بفهم خاص للحركات والمعاني الواضحة لباقي الاشخاص وموجودات العيان.  

ولربما هي ذاتها الاستعارة المجازية، التي استند إليها المُفكر “إريك فروم” في كتابه ” فن الوجود” عندما قال:

إنّ بعض الناس يقرأون ويستمعون إلى الكلمات والمفاهيم الفكرية وحسب، ولا ينصتون بأذنهم الثالثة إلى دليل أصالة المؤلف، سواء أكان تجربة أو اختيار أو بَيّنة..(ص32) …

أخيراً :

 يقال إن العين نافذة الجسد على العالم الخارجي، أما الذهن فهو – في اعتقادي – نافذة النفس الأهم على كافة مناحي العالم الداخلي. أما عن مقدار الألم الذي قد تسببه هذه العين الثالثة لصاحبها من ضيق وعناء، فتلك حكاية أخرى..

وللحديث بقية ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى