لغة القرآن بين مجني وجانٍ

أحمد بن هلال بن محمد العبري | سلطنة عمان
(اليوم العالمي للغة العربية ١٨ ديسمبر) 

تلُفُّ يدايَ دولابَ الزَّمانِ
بحَرفٍ فيه بارقةُ الأمان
°°°
وعيني تَستضيء بنُورِ قلبي
لتبصرَ إذ يلوحُ الفرقدان

°°°
أرى موجَ السَّرابِ يمدُّ بَحرا
أتابعُه فيسلبُني مكاني

°°°
أراهنُ باللغاتِ لعل نجمي
يُضيء، وقد خسرتُ لدى رهاني

°°°
كأنيَ لم أكن من قبلُ شيئا
فأبحث عندهم عن عزِّ شاني

°°°

حضارتُنا بآلافٍ توالت
لضادٍ جاوزتْ حدَّ الزمان

°°°

وما عجزتْ حُروفي عن بيانٍ
بل الجُلَّا لنا عند البيان

°°°

وآويتُ الشتاتَ فصرتُ قلبا
يعيش بنبضِ حرفي المشرقان

°°°
إذا العربيُّ قام بهم خطيبا
كأنهم اشرأبُّوا للأذان

°°°
وما وسعَ المعانيَ حرفُ قومٍ
كما وسِعت حروفي للمعاني

°°°

فسلْ قُسّا، وسل عني زُهيرا
وسلْ سبعًا لدى الركنِ اليماني

°°°

ستلقى حِكمةً في كلِّ بيتٍ
وتلقى السحرَ ” إنَّ من البيان”

°°°
وإنْ حرفان في شفتيك تاها
فلُذ بالذكرِ والسبعِ المثاني

°°°

ففي القرآنِ عينٌ قد تجلّت
ولولاه لغبتُ عن العيان

°°°

ولولاه لكنتُ بألفِ شِعبٍ
مُمزقةٍ بأطرافِ السنان

°°°
ولولاه فلا ( الفيروزبادي)
ولا ( الجرجاني) خير الترجمان

°°°

ولا في الهندِ أشرق مجدُ حرفي
ولم أبلغ بلادَ التُّركمان

°°°
فسِرْ حيث اتجهت تجدْ لقلبي
صدى نبضٍ وعاه المغربان

°°°

ففي علمِ البلاغةِ عِقدُ نوري
بيانا والبديعُ معَ المعاني

°°°

وصرفٌ ثم نحوٌ مع عروضٍ
ونقدٍ بعد أصواتِ اللسان

°°°

هنا (القاموسُ) و(الأسرارُ) نورٌ
وفي (العينِ) ( البديعِ ) لمن رآني

°°°

وفيضُ (الكاملِ) ( العقدِ) (الحواشي)
و( تخصيصٍ) و ( مفتاحِ) (الأغاني)

°°°

ويبدو لي(الخصائصُ) و(الأمالي)
(كتابٌ) فيه نحوٌ لـ (البيان)

°°°

و(عمدةُ) أحرفي و(الماءُ) طِبِّي
ونهجٌ في (الإبانةِ) للعُماني

°°°

جبالٌ في ذُراها عِزُّ مَجدي
وغيري مثل طولِ السنديان

°°°

قُرونٌ في عَقاربِها حُروفي
تلفُّ على العُقودِ بلا ثواني

°°°

بحارٌ قد حوَت دُررا، فخُضْها
وخُذْ ما شئتَ من صيدِ الجُمان

°°°
فمَنْ قد كان منتصرا لدين
يجدْ حرفي كأطراف السنان

°°°

ومن كانت له الأمجادُ دهرا
فإني عينُ أمجادِ الزمان

°°°

ومن كانت علومُ العصرِ عذرا
ليُهملني ويلوي لي عَناني

°°°

فلا تفرحْ بُنيّ بما أراه
يُردّدُ بالشفاه من الرّطان

°°°

فمن نسيَ القواعدَ في المباني
به لو طالَ تنهارُ المباني

°°°

ومن حسبَ العُروبةَ شبرَ أرضٍ
تبخّرَ مثلَ أعمدةِ الدُّخان

فيا قومي أغيثوني بعَصرٍ
وأنتم فيه مَجني وجانِ

°°°

دعوني في مدارسِكم أُغنِّي
بشعرٍ فاقَ ألحانَ الكمان

°°°

خذوني في هواتفِكم حُروفا
لأحيا عند ضغطٍ بالبنان

°°°

وحُلمي في مَدارجِ جامعاتٍ
لكلِّ علومِها خيرُ اللسان

°°°

ففيها للثقافةِ نبعُ نهرٍ
وتنبتُ حوله أبهى الجِنان

°°°

فهل بزمانِكم نهرٌ لزرعي
فأستسقي من السَّبعِ السِّمان

°°°

وإن يوما دُعيتُ إلى رهانٍ
بقومِ الضادِ أكسبُ في الرهان

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى