يوم وُلدتُ بتلويحةِ ضوء

زهير بردى | العراق

نبتَ العشبُ في السماء حقا، ما كانَ القلقُ الحاضر بلا عنوان، مرتعشا ًفي يدي مكانٍ يخلو من كلّ مكان، يبدو أن الضوءَ في الحانةِ الزرقاء، يريدُ أن يكتبَ ولو مرّة واحدة، الترابَ الهائل العاجل من ثقوبِ تجاعيده الفرحة، بمطرٍ لا يرغب فيه، يجهل ُانّه ليس وحده بحاجةٍ إلى الموت المترهّل ليثيرَ بشكلٍ فذّ صعلكته الحدباء كما يعترفُ لاهثاً أنّه لم يكنْ كاملَ الموت في مزاج فراشة، طارت من قميصِ تلميذ مبتور الخاطر يشيرُ إلى لا أحد في أصابعه ويزيّتُ الصلصالَ بلون أسود خشيةَ طلّسم مختالْ يكنسُ في حيرةٍ رغبته لأنّ أيّام الأسبوع لم يستطع أن يحفظها تماما في تجاعيد بصر فقدها بعد أسبوع لم يعشهُ طوال حياته، فما كان نبيذه واسعَ الذاكرة، وبعاهة قريبة من سيرة كتاباته الغريبة ليلةَ أمس تبلّل، لهذا يكرهُ النومَ على جانبه الفارغ وكعادته التليدة بلا حدود وبرائحةِ فرصة حمراء كان يخونُ ضحكته كما تموتُ الكلمة تحتَ ظلّ ورد ٍصغير قرب نهاية العالم، ويصطحب عصاهُ المكسورة بالكوابيس بشكلٍ استثنائي ليشبه مسامير طينٍ غابر الحبّ وفمه المليءُ بالغيوم يسقطُ على الأرضِ بعجب والمرايا تحت الماءِ يريدها كما هي عليه باردةً ليتأرجحَ في قبره اليابسِ من مكانٍ أشدّ شراسة من الليلِ يفرط بنفسه هكذا في ضجيجِ بركانٍ ناعسَ الملمس.

***

أيّام رطبة

امرّ على أيّام كنّا نترطّبُ تحتها دون مطر طيّب. لم نكن نرتدي قميصاًوحكاًأو أسمالاً لعينة، وإذا رأينا أن نذهبَ ونجلبَ أسمالنا كنّا نحرسها بأصابع نساءٍ وحدهنّ دائما يعثرنَ علينا في وقتٍ متأخّر من الحبّ من دون ضوء قبل فجر مشاكس، ووحدهنّ كنّ يذرفنَ الملحَ من ثقوب تجاعيدنا وبنصف غيمة يفتحنَ نوافذَ الجسد. وكنتُ من غير سطورٍ أطيبَ منٍي وأيضا لم أكنْ بعيداً عن فمك الطلسم. وأغمضُ عيني كأنّي شخص حكيم يهمُّ بقراءةِ الضوء، ويفكّر بأنّ غرفته بلانافذة لاستعمال طيور مهاجرة لإضفاء فرط الضوء في إصغاءٍ مثير دائما حين يغتسلُ مع امراةٍ لعوبٍ تنامُ بالمقلوبِ كرملٍ لا يجد دائما أرضا ًباهتةً لغيمٍ يضحكُ من الجوّ على الإطلاق. كان عليهِ أن يحشرَ البيضَ بالحليبِ٠ويتحدّث مع قمر يطلق ُالجمالَ أين يشاء ويرثي كلاماً دون إرادته يهذي ويستمتعُ في منفى لم ينهضْ حتى التاسعة منعاً للعطاب. ترافقه مجموعة سيّئة من الذكرياتِ ولا يعرف اين هي الآن؟ وبصوت عال في نواة فارغة من الورد الظلام يتسلّى برائحةِ نساء، ويبعثرُ فمه فوق ألواحٍ تقدّم ُالتعازي إلى مجانينٍ، تسلّقوا كلَّ مكانٍ من تجاعيد عالم لطيف يحتسي الشايَ َفي مقهى تكرهُ الحربَ وتبلعُ قربانَ آلهةٍ تستمني في خرائب خضراء، يتلصّص على مجنوناتٍ خلفه يبصقنَ من الغثيان وهكذا ينجبُ شخص ميّتامبتسماً بأكياس ورد مليئة بالتوابيت.

***

صندوق قديم

في الظلامِ يمكنُ أن أتسلّى بعلبة ِ سكائر مع امراةٍ أنهكت ْحبيبي الطازج في سخونة عسل، وبأظافرها العنكبوت في الضوء اربكتني. باص أقلّني بثوب برتقالي لم ينسج في سجل الغرامات الفوريّة، وما كنتُ نادلاً أعبثُ مع الجنيّات ما زلتُ الى الانَ لا أحيا من يومَ ولدتُ في مصحّ عقلي٠ وحدي ومعي صندوقٌ قديم ملوّن يحاكي الماءَ، وسمّاعة طبيّة بشالٍ أزرق يزيّنُ أماكني الملطّخة بالصلصالِ. يثيرُ أموراً عجيبة بفمها الذي يشبهُ تمثالاً صغيرا لم يلبس ثوبه على عجل٠وكما ينبغي ليقفَ قرب َالماء ويغسلَ مزاميرالمعابد، وأحسن ما فكّر به أن يعبرَ إلى جسدي لاجئاً من أجل أن ينجبَ لحيةً تقيه حرَّ الحرب، ويتكلّم من تلّة منتصف الليل بموسيقى لا تفهما سوى جنيّةٍ تهبطُ من الإسلام الشائعة قبل محيط ِالمقبرة مع ممنوعاتٍ في يد ِ ملاكٍ متمرّد لديهِ أعمال كثيرة مما يتاح له إنجازها بين الموتى، وسير مشبوهة بطعمِ الفواكه وأصابع مليئة بكهوفٍ شتّى لسكنِ غربان لا تملك أمنياتٍ محتملة. لجثث مؤجلة تحت جسرٍ عديم الرائحة وبسيط الليل. يتدفأُ بفمِ سيجارة باردة يغطّي أقدامَ الضوءِ بباقة ِ وردٍ تهرمُ في مغارةِ معبدٍ يستغرقُ رغبته في تأمينِ الثلج، ويأملُ أن يصلحَ نبيذاً لقرابين الفجر،أكانَ ياخذُ معه الفراديس؟ ليتقرّب إلى إيماءةٍ بأنفاقِ طويلة تقولُ في تلويحةٍ مبكّرة معنى بلا أفواه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى