مصطلح ” الخوارج ” مسيحيٌّ أولا و إسلاميّ متأخرًا
فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ والمصريات
في مذبحة سان بارتيليمي ” التاريخية الشهيرةن وهي مذبحة حدثت في فرنسا عام 1572 والتي نُحِرَ خلالها 30 ألف بروتستانتي فرنسي على يد السلطات الفرنسية والمتعصبين الكاثوليك .
وكان الهدف منها القضاء على البروتستانت تماماً، وذلك بأوامر من الملك ” شارل التاسع ” و والدته” كاترين دي ميديشي” خوفاً من سطوة وانتشار البروتستانتية.
وكانت الكنيسة الكاثوليكية متواطئة ومشاركة في هذه المجزرة، ففي يوم 24 أغسطس دقت أجراس الكنائس إشارة للجنود والمتطوعين من الأهالي المتحمسين الذين باتوا ليلتهم ينتظرون تلك الإشارة أمراً صريحا بالبدء في الفتك بالبروتستانت.
ويذكر أنهم كانوا يقتلون في اليوم الواحد أكثر من 3 آلاف شخص في حي واحد من أحياء باريس الصغيرة بأبشع طريقة يمكن للإنسان أن يموت بها لدرجة أنهم كانوا يقتلون النساء الحوامل، لتنتقل بعدها عدوى القتل لباقي المدن والقرى الفرنسية.
وكان البابا في ذلك الوقت ” غريغوري الثالث عشر ” أول من بارك أفعالهم تلك وأمر بإيقاد النيران في أعلى الكنائس، وقرع الأجراس احتفالاً بأفعال شارل التاسع الدموية .
وبعد المذبحة بأسبوع واحد أمر ” غريغوري الثالث عشر ” بصك عملة نقدية عليها صورته ومرسوم عليها سياف يقطع رأساً ومكتوب تحتها قُتِلَ (الخوارج) تقديراً لإنجازاته للمذهب الكاثوليكي؛ كما أمر البابا (غريغوري) الرسام الإيطالي الشهير (فازاي) أن يخلد الحدث السعيد بلوحة على جدران كنيسة الفاتيكان واللوحة لا تزال موجودة حتى يومنا هذا وتحمل أسم ” مذبحة سانت بارتيليمي”
ومن هنا يتأكد لنا أن مصطلح ” الخوارج ” تاريخيا بدأ في الأوساط المسيحية ثم ظهر متأخرا بعد قرون في الأوساط الإسلامية كما نعتقد جميعا.