صار ” بيبي ” في بلاد العُرب شيخًا
نزيه حسون | فلسطين
زورَق الأشعارِ مهلًا
أينَ تُأخذني وحيدًا
وهديرُ الموجِ عارم
ملَّتِ الإبحارَ روحي
وعلى ثغر بلادي
كلُّ شيء بات قاتم
مُذ تركتُم دمعةَ القدسِ تنادي
وأقمتم لعدو الشمس
أصنافَ الولائم
مزَّقَ الجرحُ فؤادي
وبلادي أصبحت أرضَ الهزائم
///
يا شراعًا مزَّقتهُ الريحُ ليلًا
لا تلمني إن هَمى شعري نزيفًا
فعلى نبضِ فؤادي
كلّ صخر الحزنِ جاثٍم
وبلادي الأزهرت نوارَ لوزٍ
أورقت فيها المآسي
والمآتِم
صار “بيبي ^”
في بلادِ العُربِ شيخًا
يرتدي أحلى العمائم
صار للحكام خِلًا
كلُّ يومٍ
تحتفي فيه العواصم
لستُ أدري…
ربما يفتونَ فَتوى
أنَّهُ مِن آلِ هاشم
رُبَّما يصبحُ يومًا
كملوكٍ العُربِ
للـ ” الحرمين ” خادم
لمْ يَعُدْ يحتاجُ بغلًا
باتَ يركبُ في الزَّمانِ الرَخوِ
حكامًا بهائم
بعد هذا لم أعد أخشى انبطاحًا
كلُّ شيء باتَ أت
كلُ شيء لبلاد العُربِ
قادم
///
يا شراعًا
تاهَ في ليلِ المنافي
وطني صار ضِياعًا لرئيسٍ
مارسَ الحكمَ سجونًا وجرائم
ومحا في الشعب نبضًا
صاح يومًا سأُقاوم
يمتطي في الليلِ
أحضان الجواري
ثُمًّ عند الصبحِ يصحو
ويصلي مع شيوخٍ
يحسبون الدينَ
في لبس العمائم
أي إلهي كيف أحيا
في بلادِ القمعِ
إنسانًا مسالم
///
يا بلادًا
عذبتني مُقلتَاها
وظلال الدمع في تلك المباسم
ضاع عمري في متاهات المنافي
ووجيب القلبَ عِشقًا
في ثرى الأوطانِ هائم
أينَ حيفا
أين عكا
أينَ يافا
أين هاتيك المعالم
صوبَ يافا زورقُ الأشعار خذني
كَفَني عطرُ شذاها
حين تنثال النسائم
وإذا متُّ شهيدًا
إنَّ قبري سيقاوم