التلوث الزراعي وطرق الحد منه
د. عبد العليم سعد سليمان الدسوقي | كلية الزراعة – جامعة سوهاج- مصر
رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج
abdelalem2011@gmail.com
الزراعة من أكثر النشاطات الإنسانية اعتماداً على البيئة، ومن ثم فإن الاهتمام باستدامة الزراعة يجب أن يكون ذا أولوية متقدمة ليس فقط لارتباطها بأهداف الإنتاج والتنمية والأمن الغذائي، ولكن أيضاً لضرورتها للمحافظة على بيئة أكثر توازناً. وعلى الرغم من أن السياسات الزراعية التقليدية أحدثت طفرة كبيرة في الإنتاجية وحققت فائضاً كبيراً بإنتاج الغذاء في أجزاء كبيرة من العالم، فإن ذلك تم على حساب البيئة والأراضي الزراعية، حيث فقدت التربة مكوناتها الغذائية، كما أدى تكثيف استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية إلى تلوث التربة وفقدان التنوع البيولوجي وتصحر الأراضي الزراعية، ومن ثم فإنه في سبيل سعي التنمية الزراعية المستدامة إلى تحقيق الأمن الغذائي وتعظيم العائد من الموارد الزراعية يجب أن نحافظ على تلك الموارد ونحميها من التلوث والتدهور والاعتداء،ومن أهمها:
التلوث الزراعي
هو التلوث الذي نطلقه في البيئة كمنتج ثانوي لزراعة وتربية الماشية والمحاصيل الغذائية والأعلاف الحيوانية ومحاصيل الوقود الحيوي، التلوث الزراعي يشير إلى بعض المنتجات الثانوية للممارسات الزراعية التي قد تؤدي إلى تلوث أو تدهور أو تدميرالبيئةوالنظم البيئية المحيطة وتسبب ضررًا للبشر ومصالحهم الاقتصادية، قد يأتي التلوث من مجموعة متنوعة من المصادر بدءًا من تلوث المياهمن مصدر ثابت (من نقطة تصريف واحدة) إلى أسباب أكثر انتشارًا على مستوى المناظر الطبيعية والمعروفة أيضًا باسم تلوث المصدر غير المحدد، حيث تلعب ممارسات الإدارة دورًا مهمًا في كمية وتأثير هذه الملوثات، وتتراوح أساليب الإدارة من إدارة الحيوانات والإسكان لانتشار المبيدات والأسمدة في الممارسات الزراعية العالمية.
أسباب التلوث الزراعي
المبيدات الكيميائية
عبارة عن مادة أو مواد ممزوجة تستعمل لمنع أو تقليلالأضرار الناتجة عن الاصابات بالحشرات و الفطريات و الحشائش و القوارض و الطيور و الخنازير و الارانب وغيرها .و قدساهمت هذه المواد في زيادة وتحسين الإنتاج عن طريق الوقاية من الآفاتالزراعية المختلفة في الحقول والمستودعات و المخازن ، كما لعبت دوراً هاماًفي تقليل الأمراض التي تنتقل للإنسان و الحيوان بواسطة الحشرات و القوارضكالملاريا و التيفويد و الطاعون وغيرها من الأمراض و الطفيليات الخارجية والداخلية الأخرى بالرغم من الفوائد الكثيرة للمبيدات فإنها تعمل على تلوثالبيئة ، وان الثبات الكيماوي العالي لبعض المبيدات المكلورة و الزئبقيةيمكنها المكوث لفترة طويلة في الطبيعة دون تفكك بعد استعمالها مما يزيدمخاطرها و كذلك تتجمع في أنسجة النباتات و الحيوانات وتنتقل بالسلسةالغذائية مما يزيد من خطورتها كملوث بيئة اذ يمكث بعضها لفترة طويلة فيالماء و التربة و الأنسجة النباتية و الحيوانية و يزداد خطرها عن طريقالأثر التراكمي المسبب للموت على المدى الطويل لذلك منعت بعض الدول مناستعمال ماد ة ( د. د. ت )وبعض المبيدات الأخرى التي لا تنفكك بسهولةأما بعضها فيتفكك بسهولة لذا لم يمنع استعمالها بالرغم من سميتها العالية ،وللأسف يستعمل ( د . د. ت ) ومعه اللانيت في مكافحة بعض القواقع العائلةلمسببات بعض الأمراض ناسين ما لها من سمية في قتل الأسماك والأحياء المائيةالأخرى بكل الأعمار والأنواع .
تلوث التربة بالمبيدات
تعتبرالتربة أكثر مناطق البيئة تعرضاً للتلوث بالمبيدات المستعملة في مكافحةالآفات الزراعية المختلفة حيث تصلها عن طريق تساقطها من النبات أو مباشرةعن طريق مكافحة النيماتودا وغيرها . إن وجود الكائنات في التربةوالتي يكون بعضها مفيداً في الزراعة كتحليل المواد العضوية أو متطفلة علىغيرها من الكائنات المضرة بالنباتات ومن هذه المركبات الزرنيخية والزئبقيةالتي تتجمع بالتربة حيث تؤثر على البكتريا والفطريات الموجودة بالتربةوخاصة عند مكافحة الآفات الضارة بالمحاصيل حيث تؤثر علىالبكتريا العقدية وخاصة بالعائلة البقولية التي تثبت عنصر الآزوت من الجولذا ينصح باستعمال مبيدات سريعة التحلل حتى يكون ضررها أقل ما يمكن .
الملوثات العضوية
غالبًا ما تحتوي الأسمدة والمواد الصلبة الحيوية على عناصر مغذية بما في ذلك النيتروجين والكربون والفوسفور، علاوة على ذلك نظرًا لمعالجتها صناعيًا فقد تحتوي أيضًا على ملوثات داخلها مثل منتجات العناية الشخصيةوالمستحضرات الصيدلانية، تم العثور على هذه المنتجات في أجسام البشر والحيوانات ويعتقد أن لها آثار صحية سلبية على الحياة البرية والحيوانات والبشر، يصبح التلوث الزراعي أكثر صعوبة في التعامل مع مثل هذه الأنواع من الملوثات العضوية.
المغذيات الزائدة
عادة ما يحتوي السماد والأسمدة على مغذيات كيميائية زائدة وخاصة الفوسفور والنيتروجينوتسبب تلوث المغذيات من المصادر الزراعية، يمكن أن يكون للمغذيات الزائدة عواقب مأساوية على جودة المياه وبقاء الحياة المائية، عندما يتم غسل هذه العناصر الغذائية في أنظمة المياه على سبيل المثال الأنهار والبحيرات والجداول أو المحيطات خلال فترات الأمطار فإنها تغير دورات المغذيات البحرية والمياه العذبة ونتيجة لذلك تكوين الأنواع في النظم البيئية المعنية، النتيجة الأكثر شيوعًا هي استنفاذالأكسجينالمذاب في الماء وبالتالي يمكن أن يقتل الأسماك والحياة المائية الأخرى.
تلوث المياه
على الرغم من أن تلوث المياه يمكن أن يكون بفعل الطبيعة أو الأنشطة البشرية، إلا أن الأنشطة البشرية تعد من الأسباب الأكثر شيوعًا لتلوث المياه،
وفيما يأتي سيتم ذكر أبرز مصادر تلوث المياه:
- تلوث المياه الطبيعي الذي يحدثُ نتيجة تغيُّرٍ في الخصائص الطبيعيّة للمياه، بحيثُ تصبح غير صالحة للاستهلاك البشري، كتغير درجة ملوحتها، وارتفاع نسبة بعض المركبات الضارة فيها مما يؤدي الي تغير لونها ورائحتها.
- التخلص من مخلفات الصناعة بدون معالجتها تماما.
- تسريبات المواد البترولية.
- تلوث المياه بالمبيدات الحشريّة والأسمدة عندما يتم تصريف تلك المواد في المياه دون تدويرها بشكلٍ صحيح.
- التخلص من مخلفات القمامة في الماء
- اختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه العذبة خصوصا اثناء حدوث الفيضانات والزلازل.
- استخدام خزانات المياه الأرضية و التي لا يتم تنظيفها بصفة دورية.
- التصريف غير القانوني للنفايات في المسطحات المائية.
- تلوث المياه الجوفية : عن طريق تسرب مياه الصرف الصحي إلى مياه الآبار وتسرب بعض المعادن مثل الحديد والمنجنيز إلى جانب المبيدات الحشرية المستخدمة في الأراضي الزراعية وهو ما يحدث للآبار في المناطق الزراعية.
آثار تلوث المياه على صحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى
- اصابة الانسان بالأمراض المعوية مثل (الكوليرا والتيفودوالدوسنتاريا بأنواعها والتهاب الكبد الوبائي والملاريـا والبلهارسيا وحالات تسمم الغذاء وغير ذلك.
- زيادة تكاثر وانتشار الآفات الضارة مثل البعوض التي تسبب العديد من الامراض.
- تدمير الثروة السمكية
نصائح لعلاج تلوث المياه
- بناء المنشآت الخاصة لمعالجة المياه الملوَّثة.
- سَنُّ القوانين والتشريعات الصارمة للمحافظة على المياه ومنع استغلالها بشكلٍ سلبي.
- إنشاء جمعيات خاصة لنشر الوعي حول أهمية الحفاظ على المياه من التلوث.
- مراقبة الأنهار والبحيرات المغلقة وكافة المسطحات المائيّة لمنع وصول المواد الضّارة لها.
- التخلص من بقايا النفط الموجودة في المياه عن طريق السحب او غير ذلك.
- تخصيص مناطق معينة لتفتيت مخلفات المنازل والنفايات في أماكن بعيدة جداً عن مصادر المياه.
- البحث عن وسيلة مناسبة لدفن المخلفات النووية في أعماق بعيدة عن المياه الجوفيّة للحفاظ على نظافة الماء المخزن في طبقات الارض.
تلوث التربة
التربة مورد محدود، بمعنى أن فقدانها وتدهورها لا يمكن استعادتهما خلال عمر الإنسان. والتربة تؤثر على الأغذية التي نأكلها، والماء الذي نشربه، والهواء الذي نتنفسه، وصحتنا وصحة جميع الكائنات الحية على كوكبنا. ودون تربة صحية لن نكون قادرين على زراعة غذائنا. وفي الواقع، يقدر بأن 95 في المائة من أغذيتنا يتم إنتاجها بشكل مباشر أو غير مباشر في تربتنا.
التربة الصحية هي السبيل إلى الأمن الغذائي ومستقبلنا المستدام. فهي تساعد في الحفاظ على إنتاج الأغذية، والتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، وترشيح المياه، وتحسين القدرة على الصمود في وجه الفيضانات، والجفاف وأكثر من ذلك بكثير. ومع ذلك، فإن التهديد غير المرئي يعرض التربة وكل ما تقدمه للخطر.
تلوث التربة يسبب سلسلة من ردود الفعل. فهو يغير التنوع البيولوجي للتربة، ويقلل من المواد العضوية للتربة، وقدرة التربة على العمل كمرشح. كما أنه يلوث المياه المخزنة في التربة والمياه الجوفية، ويؤدي إلى خلل في مغذيات التربة. ومن بين أكثر ملوثات التربة شيوعا المعادن الثقيلة، والملوثات العضوية الثابتة، والملوثات الناشئة – مثل المخلفات الصيدلانية ومخلفات العناية الشخصية.
تلوث التربة مدمر للبيئة وله عواقب على جميع أشكال الحياة التي تواجهه. ويمكن للممارسات الزراعية غير المستدامة التي تقلل المواد العضوية في التربة أن تسهل نقل الملوثات إلى السلسلة الغذائية. على سبيل المثال: يمكن للتربة الملوثة أن تطلق الملوثات في المياه الجوفية، التي تتراكم في الأنسجة النباتية، ثم تنتقل إلى حيوانات الرعي، والطيور، وأخيرا إلى البشر الذين يأكلون النباتات والحيوانات. ويمكن أن تسبب الملوثات في التربة، والمياه الجوفية، وفي السلسلة الغذائية مجموعة متنوعة من الأمراض والوفيات الزائدة بين البشر، من الآثار الحادة قصيرة الأجل، مثل التسمم أو الإسهال، إلى التأثيرات المزمنة طويلة الأجل، مثل السرطان.
وبعيدا عن أثره على البيئة، فإن تلوث التربة له أيضا تكاليف اقتصادية مرتفعة بسبب الحد من غلة المحاصيل وجودتها. ويجب أن يكون منع تلوث التربة أولوية قصوى حول العالم. وحقيقة أن الغالبية العظمى من الملوثات هي نتيجة لعمل البشر تعني أننا مسؤولون بشكل مباشر عن إجراء التغييرات اللازمة لضمان مستقبل أقل تلوثا وأكثر أمانا.
من الضروري الاعتراف بالتربة وقيمتها نظرا إلى قدراتها الإنتاجية فضلا عن مساهمتها في الأمن الغذائي، والحفاظ على خدمات النظام الإيكولوجي الرئيسية.
وفيما يلي بعض الأسباب التي تدعو إلى عدم التقليل من أهمية تلوث التربة:
- تلوث التربة يؤثر على كل شيء. إن الطعام الذي نأكله، والماء الذي نشربه، والهواء الذي نتنفسه – صحتنا وصحة جميع الكائنات الحية على هذا الكوكب يعتمد على التربة السليمة. والمحتوى المغذي لخلايا النبات يرتبط ارتباطا مباشرا بالمحتوى المغذي للتربة وقدرته على تبادل المغذيات والمياه مع جذور النبات.
- تلوث التربة غير مرئي. اليوم، ثلث تربتنا متوسطة أو شديدة التدهور بسبب التعرية، وفقدان الكربون العضوي للتربة، والتملح، والتراص، والتحمض، والتلوث الكيميائي. ويستغرق تشكيل 1 سم من الجزء العلوي من التربة حوالي 000 1 سنة، مما يعني أننا لن نتمكن من إنتاج المزيد من التربة في حياتنا. ما نراه من التربة هو كل ما هنالك منها. ومع ذلك، تواجه التربة ضغطا أكبر من تلوث التربة. فالمعدل الحالي لتدهور التربة يهدد قدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الأساسية.
- تلوث التربة يؤثر على قدرة التربة على الترشيح. تعمل التربة كمرشح وعازل للملوثات. وإمكانات التربة للتكيف مع فصيلة الملوثات محدودة. وإذا تم تجاوز قدرة التربة على حمايتنا، فسوف تتسرب الملوثات (وهي تتسرب) إلى أجزاء أخرى من البيئة – مثل سلسلتنا الغذائية.
- تلوث التربة يؤثر على الأمن الغذائي عن طريق خفض غلة المحاصيل وجودتها. ولا يمكن إنتاج أغذية آمنة، ومغذية، وذات نوعية جيدة إلا إذا كانت تربتنا صحية. ودون تربة صحية، لن نتمكن من إنتاج ما يكفي من الأغذية لتحقيق القضاءعلىالجوع.
- تلوث التربة يمكن أن يكون نتيجة للممارسات الزراعية السيئة. تؤدي الممارسات الزراعية غير المستدامة إلى تقليل المواد العضوية في التربة، مما يضعف قدرة التربة على تفكيك الملوثات العضوية. وهذا يزيد من خطر إطلاق الملوثات في البيئة. وفي الكثير من البلدان، استنفد الإنتاج المكثف للمحاصيل التربة، مما يهدد قدرتنا على الحفاظ على الإنتاج في هذه المناطق في المستقبل. ولذلك أصبحت ممارسات الإنتاج الزراعي المستدامة أمرا حتميا لعكس اتجاه تدهور التربة، وضمان الأمن الغذائي العالمي الحالي والمستقبلي.
- تلوث التربة يمكن أن يعرض صحتنا للخطر. يتم إطلاق نسبة كبيرة من المضادات الحيوية، التي تستخدم على نطاق واسع في الزراعة والرعاية الصحية البشرية، في البيئة بعد أن تفرز من الكائن الحي الذي كانت قد أعطيت له. ويمكن لهذه المضادات الحيوية أن تتسرب إلى تربتنا وتنتشر في جميع أنحاء البيئة. وهذا يخلق البكتيريا المقاومة لمضادات المكروبات، والتي تقلل من فعالية المضادات الحيوية. وكل عام تعزى حوالي 000 700 وفاة إلى البكتيريا المقاومة لمضادات المكروبات. وإذا لم يتم التصدي لها، فإنها ستقتل بحلول عام 2050 عددا أكبر مما يقتله السرطان من الناس، وتكلف، عالميا، أكثر من حجم الاقتصاد العالمي الحالي.
ومع ازدياد عدد سكان العالم المتوقع أن يتجاوز 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050، يتوقف أمننا الغذائي الحالي والمستقبلي على قدرتنا على زيادة الغلة وجودة الأغذية باستخدام التربة المتوفرة لدينا اليوم. وتلوث التربة يؤثر سلبا علينا جميعا، وقد تم تحديده كأحد التهديدات الرئيسية لوظائف التربة حول العالم.
علينا أن ندرك أسباب تلوث التربة حتى نتمكن من إيجاد الحلول وتنفيذها. وحماية التربة والحفاظ عليها تبدأ بنا. واتخاذ الخيارات الغذائية المستدامة، وإعادة تدوير المواد الخطيرة مثل البطاريات بشكل صحيح، وصنع السماد في المنزل لتقليل كمية النفايات التي تدفن في مدافن النفايات، أو إدارة فضلات المضادات الحيوية بشكل أكثر مسؤولية، هي مجرد أمثلة قليلة عن كيف يمكننا أن نكون جزءا من الحل. وعلى نطاق أوسع، علينا تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة في مجتمعاتنا.
التربة الصحية هي سلعة ثمينة، وغير متجددة تتعرض لتهديد متزايد من السلوكيات البشرية المدمرة. ونحن مسؤولون عن التربة التي تزودنا بالغذاء والماء والهواء، وعلينا اتخاذ إجراءات اليوم لضمان أن لدينا تربة صحية من أجل مستقبل مستدام وآمن غذائيا. كن الحل لتلوث التربة!
تآكل التربة والترسيب
تساهم عمليات الزراعة المكثفة بشكل كبير في تآكل التربة وترسبها، حيث يتم تفكيك الملايين من التربة الخصبة وتدهورها وتآكلها من خلال جريان مياه الأمطار والتي ينتهي بها الأمر إلى التراكم على شكل رواسب في الأنهار والجداول والبحيرات والمحيطات أو مناطق برية أخرى، وبالتالي فإنه يؤثر على جودة المياه من خلال جعلها قذرة أو تلويثها بالمخلفات الكيميائية الزراعية الموجودة في التربة، يساهم الترسيب أيضًا في تراكم الملوثات الزراعية في المجاري المائية ومناطق الأرض الأخرى، قد يؤدي الترسيب أيضًا إلى تقييد تغلغل الضوء في الماء مما يؤثر على أشكال الحياة المائية ويمكن أن يؤدي التعكر الناتج إلى إعاقة عادات تغذية الأسماك المائية.
المعادن الثقيلة
يمكن أن يؤدي استخدام الأسمدة والسماد والنفايات العضوية الأخرى التي تحتوي على معادن ثقيلة مثل الزرنيخوالكادميوم والزئبق والرصاصإلى تراكم هذه المعادن الثقيلة في التربة، يمكن أن تؤدي تقنيات الزراعة مثل الري أيضًا إلى تراكم السيلينيوم، عندما تنجرف هذه المواد في المجاري المائية أو تتسرب إلى مصادر المياه الجوفية أو تمتصها النباتات وتستهلكها الحيوانات والبشر في نهاية المطاف مما يؤثر على صحتهم أو يتسبب في وفيات مبكرة، يمكن أن تسبب المعادنالثقيلة فشل المحاصيل وتسمم الماشية من المياه أو الطعام الملوث.
الثروة الحيوانية
يُعدّ الإنتاج الحيواني مصدراً آخر من مصادر تلوث التربة إذا لم تتمّ إدارة نفايات الحيوانات والتخلص منها بشكل صحيح، فمخلفات عملية الإخراج لدى الحيوانات قد يحتوي على طفيليات وبقايا أدوية كانت تُعطى لها، والتي إذا ما وصلت إلى التربة ستتراكم فيها لعدة أعوام، فالعديد من المواد المُستخدَمة في صناعة الأدوية الحيوانية عبارة عن مُحلِّلات دهنية غير قابلة للتحلل، الأمر الذي يجعلها قابلة للاستخدام كسماد، ولكن هذا السماد سيؤثر بدوره على العديد من الكائنات الحية الدقيقة والكائنات المفيدة الموجودة داخل التربة.
الآفات والأعشاب الضارة
أصبحت زراعة المحاصيل الغريبة وتقليل الأنواع الطبيعية في منطقة معينة هي القاعدة للزراعة ومع ذلك فهو يضيف ببساطة إلى عملية التلوث الزراعي، مع وصول محاصيل جديدة يتعين على السكان الأصليين التعامل مع الأمراض والآفات والأعشاب الجديدة التي لا يستطيعون مكافحتها، نتيجة لذلك تدمر الأنواع الغازية النباتات المحلية والحياة البرية وتغير النظام البيئيبشكل دائم، هذا هو الحال بشكل خاص مع الأطعمة المعدلة وراثيًاوالتي تخلق أنواعًا نباتية وحيوانية يمكنها القضاء على الأنواع الموجودة في غضون سنوات.
إدارة الأراضي
كما يؤدي سوء إدارة الأراضي إلى تدهور لا رجعة فيه في خصوبة التربة، الإدارة العميقة للأراضي أمر بالغ الأهمية لإبقاء التلوث الزراعي عند أدنى مستوى لذلك يجب أن يكون لدى المزارعين وعي بكيفية تأثير أعمالهم على البيئة.
حلول للتلوث الزراعي
اللوائح الحكومية
السيطرة على التلوث الزراعي أصعب بكثير مما يبدو، لكي تصبح المزارع نظيفة مرة أخرى يجب مراقبة مستويات المياه والتربة والتلوث الصناعي، على مدى العقد الماضي و نحو ذلك أصبحت الحكومات أكثر صرامة في تطبيق اللوائح.
توعية المزارعين
غالبًا ما يتسبب المزارعون عن غير قصد في إلحاق الضرر بالنظام البيئي، يجب تعليمهم أن الاستخدام المفرط للأسمدة ومبيدات الآفات له تأثير ضار كبير على النظام البيئي بأكمله وبالتالي من خلال زيادة معرفة المزارعين ووعيهم.
و يمكن التخفيف من التلوث الزراعي إلى حد ما، يجب أن يعرفوا:
- اتباع الطرق الصحيّة للتخلّص من النفايات الصلبة والمخلفات المنزليّة، كإعادة تدويرها مثلًا.
- التقليل قدر المستطاع من استخدام المُبيدات الحشريّة، والزراعيّة، ومن استخدام المُخصبات الكيماويّة والاعتماد فقط علي استخدام المبيدات والاسمدة التي تتحلل بشكل سريع في التربة.
- نشر الوعي العام حول أهمية التربة وطرق الحفاظ على نظافتها وحمايتها من التلوث.
- زراعة الأشجار والأعشاب التي تساهم في تأمين التربة السطحيّة لأنّ أوراق الأشجار تقوم بامتصاص الماء الزائد كما تساعد جذور الاشجار علي تثبيت التربة ومنعها من الانجراف.
- حفر قنوات خاصة لمياه الأمطار لتوجيهها ومنعها من الجريان السطحي الذي يؤدي إلى انجراف التربة.
- استخدام محاصيل الغطاء لمنع الأرض العارية عند انتهاء الحصاد الفعلي وبالتالي منع تآكل التربة وفقدان المجاري المائية.
- غرس الحشائش والأشجار والأسوار على طول أطراف الحقل الذي يقع على حدود المسطحات المائية حيث يمكن أن تكون بمثابة عوازل ويمكن تجنب خسائر المغذيات عن طريق تصفية العناصر الغذائية قبل الوصول إلى المياه الجوفية.
- الحد من الرعي الجائر، ووضع قوانين تمنع التعدي على الثروة النباتيّة.
- تعتبر نفايات الحيوانات أو الماشية سببًا كبيرًا للتلوث الزراعي حيث أن إدارة هذه الملوثات أمر بالغ الأهمية.
- يجب اتباع العديد من عمليات معالجة الروث والتي تهدف إلى تقليل التأثير الضار للسماد الطبيعي على النظام البيئي.
- التغيير في الممارسة الزراعيةالصديقة للبيئة
المصادر
1- التلوث الزراعي وأثره على البيئة،https://e3arabi.com
2- التلوث البيئي الزراعي والإخلال بالتنمية المستدامة،https://taqadom.aspdkw.com
- تلويث تربتنا هو تلويث لمستقبلنا،http://www.fao.org/fao-stories/article/ar/c/1126978/
- الدكتور عبد العليم سعد يكتب : أنواع التلوث البيئي،http://alzira3a.com
- أسباب تلوث التربة، https://mawdoo3.com