لماذا قدس المصريون القدماء “الصقر”؟
فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ والمصريات
من حكمة أجدادنا القدماء، أنهم قدسوا الصقر وليس النسر بل نظروا إلى الصقر على أنه الروح الصاعدة إلى أعلى على هيئة صقر برأس إنسان كما اعتقدوا أن الصقر هو روح “حورس” التى تحمي الملك .
و سبب اختيار الأجداد وتقديسهم للصقر لم يأت من فراغ فقد كانوا يرمزون للإله بالصقر، لأنه الطائر الوحيد الذى ليست له جفون، وأن الله لا يغفو عن رؤية البشر، كما أنه دائما في الأعالي، بالإضافة إلى أنه طائر نبيل لا يهاجم أوكار أو أعشاش الطيور، ولا يأكل الجيف كالنسور، بل لا يصطاد فريسته إلا وهى طائرة حتى يعطيها فرصة للنجاة.
فقد امتاز الصقر بسرعتة وقوته فى الطيران وكان من أهم الطيور التى قدسها المصريون نظرا لوجوده فى السماء فقد ارتبط برب السماء عند المصرى القديم، وجرى تقديسه منذ عصور ما قبل التاريخ، وظهر الصقر على هيئة عدد من الأرباب، مثل “رع” فى هيئة أدمية برأس صقر .
وقد شعر المصريون بعظمة الصقر فأنشأوا معبدا باسمه في “ادفو”وهو معبد الإله حورس وحتي نحن الأحفاد توارثنا من أجدادنا النظرة نفسها إلى الصقر فنقول فى الأمثال الشعبية “الصقر صقر وله همة، يموت من الجوع ولا ينزل على رمة”.
ولكن على العكس تماما فالنسر طائر من الجوارح فهو يقتات على الجيف فقط؛ لذلك فهو من الطيور الوضيعة لأنه يتصف بالجبن، فهو لا يقدم على فريسته ولا يحرك ساكنا حتى تخرج روحها لذلك فهو تخصص جيف من الحيوانات النافقة .
للأسف .النسر كان رمز الدولة الأيوبية التى أسسها صلاح الدين الأيوبي في مصر بعد القضاء على الخلافة الفاطمية وكان عبارة عن نسر احمر،،، ، ومن الجهل عاد النسر من جديد كشعار للدولة بعد إعلان الجمهورية في مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر .
مومياء صقر محنط وجدت بإحدى المقابر