سوالف حريم.. كلب عن كلب يفرق

حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة

وبّخت ابني عندما وجدته يعلّم كلبتنا الهجوم على البشر، وابني ببراءة يريد تدريب الكلبة على مهاجمة اللصوص، لكنّني خفت على الكلبة من لصوص الأرض لا من لصوص الليل. فقد عدت بذاكرتي لما يزيد عن ربع قرن، عندما أحضر طفل لأختي جروا صغيرا من جحر كلاب ضالّة، وتربّى الجرو حتى صار كلبا بن كلب، وذات يوم وبينما كنت في طريقي لزيارة شقيقتي عبر الشّارع الذي يفصل البيت عن المستوطنة المجاورة، رأى الكلب مستوطنة تقود طفلها الذي لم يتجاوز عمره السّنتين، ويبدو أنّه استغربها، فجاء راكضا باتّجاهها، فتركت طفلها وهربت واحتمت بكنيس قريب، فعاد الكلب ولم يمسّ الطفل، فحملت الطفل وألحقته بوالدته التي كانت ترتجف خوفا، وبدورها اتّصلت بالشّرطة زاعمة أنّني من حرّضت الكلب عليها، والشّرطة بدورها اتّصلت بالبلديّة التي أرسلت سيّارة متخصّصة بجمع الكلاب الضّالة، ولم يسعف الكلب هروبه من المكان، وتحت تهديد الشّرطة لي بالسّجن، لحقتُ بالكلب، وقدته من قلادته وسلّمته لهم، فالتفت إليّ معاتبا وهو ينوص وينبح، ولا أعرف بعدها ماذا كان مصيره؟ وأنا حريصة أن لا يكون مصير كلبتنا هذه مثل مصير الكلب السّابق. خصوصا وأنّ الكلاب البشريّة مخيفة أكثر من الكلاب سليلة الكلاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى