سوالف حريم.. استقبال ووداع
حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة
شقيقي محمود الذي يكبرني بعامين، والمهاجر إلى استراليا منذ عام 1985، زارنا قبل خمس سنوات لمدّة أسبوعين، لم تكن كافية لأشبع شوقي الجارف له، ولأستعيد ذكريات طفولتنا المعذّبة، حيث عشنا أيتاما باستشهاد والدنا في حرب حزيران 1967، كان هو في الثالثة من عمره، وكنت أنا رضيعة، تقاسمنا المعاناة والحرمان سويّا، لعبنا …تخاصمنا…ضربنا بعضنا بعضا، وضحكنا كثيرا ببراءة الأطفال وشقاوتهم، نمنا على فراش واحد ملتصقين بوالدتنا الحنونة، أنا في حضنها وهو خلفها، زاحمني وزاحمته على حضن الوالدة التي لم تبخل علينا بحبّها وحنانها وعطائها الذي لا ينضب، ومحمود الحنون على شقيقاته، البارّ بوالدتنا، غادرنا في سنّ مبكّرة، عندما بلغ الحادية والعشرين من عمره، زارنا عدّة مرّات، لكنّها لم تكن كافية لارواء ظمأ الأخوّة الكامن فينا، استقبلت محمود بدموع الفرح، وودّعته بدموع الفراق، شوقي الدّائم لشقيقي محمود، يجعلني ألعن الغربة واليوم الذي عرفها محمود فيه. وأستذكر أبناء شعبي الذين شتّتهم الاحتلال، وتوزعوا رغما عنهم في أرض اللجوء، وأرثي لحال أمّي التي يقعدها المرض والشّيخوخة، وشوقها لمحمود.