يحافظ القادة على حكمهم إذا لم يَعتمدوا كثيراً على الحظ
د. حنا عيسى | فلسطين
(لا شيء يجعلنا عظماء غير ألم التاريخ.. العظماء لا يموتون..أنا أمشي ببطء، ولكن لم يحدث أبداً أنني مشيت خطوة واحدة للوراء.
إذن ، يبدأ الانسان بالحياة ، عندما يستطيع الحياة خارج نفسه..وعليه، فإن المشكلة يا ولد أن قادتنا كانوا أصغر منا، كنا أكبر وأعفى وأقدر لكنهم كانوا القادة ، انكسروا فانكسرنا).
من المسائل الأساسية التي تهم المجتمع دور الجماهير والفرد في العملية التاريخية حيث هناك نظريات متناقضة منها من ينيط الدور الحاسم بالنشاط الواعي – الملوك ، الأمراء والزعماء السياسيين – الذين يصنعون التاريخ على هواهم، أولا تولي أهمية لنشاط الناس، فتعتبر ان تطور المجتمع يتوقف على العناية الإلهية أو القدر المحتوم، أما الواقعية فتنفي أن تفعل التاريخ قوى غاشمة، غريبة عن الناس، بحيث يتعذر التأثير عليها. فالتاريخ حصيلة نشاط الناس، ولكن الناس لا يصنعون التاريخ بناءا على رغبتهم، وإنما في ظروف معينة، لا تتوقف على مشيئتهم، ان الشعب ولا سيما القوة الفاعلة هو صانع التاريخ فللناس الدور الحاسم في الاقتصاد، ذلك أنها تخلق الخيرات المادية التي بدونها لا تقوم للمجتمع قائمة ، وعلى الناس أو الجماهير تتوقف مصائر الثورات والحركات السياسية، كما وتلعب الجماهير دورا بالغ الأهمية في حياة المجتمع الروحية، ويتجلى هذا الدور في وضع اللغة والفلكلور الشعبي وإرساء أسس الثقافة الوطنية، ولكن الواقعية، اذ تقول بالدور الأساسي للجماهير الشعبية في التاريخ ك، فأنها لا تنفي شأن نشاط الشخصيات البارزة والتاريخية، فعظماء الرجال يؤثرون في تطور الاحداث بالاتجاه الصحيح إذا كانوا يستندون الى تحرك الجماهير، وإذا كانوا يعبرون عن متطلبات تطور المجتمع. وفي المجتمع المعاصر تفعل وتصارع فئات وطبقات تقودها أحزاب و حركات وتنظيمات سياسية.
ومن هنا تنشأ الحاجة الى قادة للجماهير والأحزاب، يمثلون مصالح فئة أو طبقة معينة ، ويكونون الأكثر وعيا بمتطلبات التطور الاجتماعي ، و الاكثر دقة في صياغتها و التعبير عنها وينظمون الجماهير الشعبية على النمو المطلوب.
إن عقل زعماء الجماهير وقادتها ، وكذلك خصالهم الشخصية، تلعب دورا هاما في تكلل نضال الشعب الثوري بالنجاح، وتبني تجربة التاريخ ان دور الجماهير يتعاظم بصورة طبيعية مع تقدم المجتمع، وتتزايد فعالية الجماهير الخلاقة في تطوير الانتاج وتحوير مختلف جوانب الحياة الاجتماعية.