اعترافات مضمونة الوصول

فاطمة محمود سعد الله | تونس

 

1

سأعترف وأنا في يم التيه أنني متهورة

لا أحسن ركوب الخيل

امتطيت صهوة جواد بلا سرج

همزته بقدم حافية

رعناء..

كان المضمار مقطعا حجريا ..

انطلقت أول المتسابقين

وصلت بلا جواد…

إلى خط النهاية

فاشلةً في الحب منذ البداية،كنتُ

لم أضع حسابا للقادم من الأحلام..

 

2..

سأعترف..

أنك ،أنت والخزامى وحلم المجانين

رقصة غجرية شقت البحر نصفين

وأنا ومهارة جدتي

في الخياطة

ركبت بحر المغامرة لأرتق الموج

اقتلعت سنوات العمر

شوكة .. شوكة

محَوْتُ كل الكَدْمات الماضيةَ

بعملية تجميلية واحدة..لا أثر للتجاعيد

لا أثر للدموع..

لا أثر للمستحيل

لا أثر للطريق الشائكة القديمة

أنت وحدك..كنت رفيق سفرة جديدة

أنت وحدك أمسكت معي

شفة الأرض وشفة البحر

لتطبعا قبلةً

على جبين السماء.

 

3

أعترف

وأعرف أن ( لكل جواد كبوة)

ولي كَبوَاتٍ..

ولست مهرةً

فلماذا أشارك في سباقات تربتها حرشاء؟

لماذا تنتصب أوركسترا الشعر

في أوردتي..

تُوَسْوِسُ لي هَلْوَسات غريبة

لماذا تتدفق شلالاته أشباحا أسطورية

تجر حصان طروادة

وتدعوني لامتطائه ثانية؟

 

4

أعترف…أنني

في تخطيط المدن…

استهوتني مدينة الفارابي

كانت طرقاتها الضيقة الملتوية

صواعدَ نوازلَ تتشابك وشما كخطوط يدي

كتبريرات الغياب المتكرر

غارقة في النوم..هي

لمتُ سها حديد..

لمَ لم تعلق على رؤوس الناطحات

فوانيسَ وأجراسا وكثيرا من القصائد؟

مدينةٌ أنهارها تفيض وعودا..من سحاب

وضفافها جنان ترقص على فيئها حور العين

كالدمى المتحركة…

سماؤها مكتظة بمناطيد كريات الأرواح

تبحث عن أنصافها…

من نوافذها تطل فوانيس الف ليلة وليلة

عيونها زبرجدية

وألسنتها تلهج بكل اللغات

أقرأتني السلام ذات هذيان…

لم أجد لساني كي أرد…

كنت نسيته  بين سطور قصيدة غزلية..

و أخفت تحت أجنحة الانتظار عشبة الحياة

كانت عيناك شمعتين أمامي

تضيئان مسيرة البحث..

وأنا …ككل غبية

أسقطت الشمعة، في بركة الوهم.

 

5

وأنا أمشي دون التفات…وأزمجر

تماما كقطار مدينتنا القديم

طارت حمامتان كانتا معا  تبنيان عشا

أعترف أنني طائشة..

كنت منشغلة بحسبات فيثاغورس

وطاليس…لأصنع سلما

وأقطفك من شجرة النجوم المثمرة

نجمة دنا قطافها

وأغيض الحجاج بأن النور يقطف أيضا

النجوم الناضجة…

لكن  انكسر بي السلم

والنجمة قهقهت حتى نزني عرق الخيبة

وعدت…بدون خفّيْ حنين..

 

6

أعترف وانا في كامل هزيمتي

أنني أخطأت كثيرا….إذ

اعتبرت نفسي شجرة وارفة الظلال

لكن العصافير لم تأتِ إليها…

أخطأت..إذ

رسمتُ لوحة بتكعيبات  بيكاسو

ولونتها بأطيافِ موناليزا” دي فانشي”

وملأتها  ذبذبات صوتية سرقتُها

من أذن فان كوخ المقطوعة

أخطأت…إذ

لم أرَ الأرضة تقرضها بعدما علقتها

على سور المدينة…

 

7

أعترف ..

أنني قرأت كتبا عن الحب والوفاء

والسعادة..و الصدق والثقة..لكن جميعها

كُتِبت بحبر التنظير

الأفواه  بين سطورها تعترف

والأقلام  تقتنص عصافير المشاعر وتكتب

أما القلوب فتائهة تلعن اللحظة ..

و…أنا سأظل أبحث عن النبضة الصفر…

كان علي أن أركب جوادا يركض في البحر

كان علي أن أحسن السباحة

ومداعبة الرمضاء

كي أصل إليّ.. مهزومة وبأخف الأضرار.

أعترف أيضا أنني أخطأت عندما…

ظننت الكمال من صفات البشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى