حارسُ الناس ⇓

عبد الرزّاق الربيعي | شاعر ومسرحي وصِحافي

إلى فضل خلف جبر

عندما كنّا جنديين
نحرّس بوّابات الوطن المخلّعة
وثغوره غير المبتسمة
من لصوصه الهواة
غلبني النعاس
فأدخلتُ فوّهة البندقية
في قلمي الجاف
ووضعتهما في جيبي
ووضعتُ رأسي
على وسادة كونكريتية
ومن دون “أحلام سعيدة”
تغطّيتُ
بما يتيسّر من صور شهداء
حديثي الولادة
قلت له: ياحارس الناس
سأغيبُ قليلا
أمّا أنت فواصل
يقظتك
وكنْ حذرا
من كلاب الليل
خذْ بالك
من اللصوص…
فيجيبني:
– لا عليك
أنا لها
وستكون لهم
الفرضة والشعيرة
والشعر
بالمرصاد
….
نمتُ…
فيما ظلّ
يحرسُ رأسي من الصداع
والكرة الأرضية
من الإنجراف
وروحي
من التقهقر…
……
أمس تذكّرنا هذا
عندما كنّا نتحاورُ
في منطقة محايدة
كانت ساعتي تشير :
صباحا بتوقيت مسقط
وساعته تشير:
مساء بتوقيت كولومبوس
وكانت صور لصوص الوطن الكبار
بشواربهم الكثيفة
وثغورهم الباسمة
تملأ الشاشات
– لا تبتئس أخاه
قال لي…
للوطن ربّ يحرسه…
وحين عسعس الليل
في سريره
وتنفّس الصباح
على حائطي
قال لي:
حان الوقت
لأتركك وحدك
تحرس بوّابة الأرض
خذْ بالك…
لاتسدّ فوهة قلمك
فلصوص العالم يتكاثرون
مثل وباء
بخلية واحدة!
وعندما يحين رقادك
ايقظني
لنحرسَ العالم.

….
⇓ملاحظة: العنوان إحالة إلى عنوان ديوان الصديق الشاعر فضل خلف جبر الجديد” رسول الناس”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى