سبعون
أ.د.سعد عبد العزيز مصلوح-مفكر وشاعر عربي مصري
.
سَبْعُونَ مَرَّتْ. ، وعُمْرٌ
مِنَ اللُّهاثِ تَقَضَّى
.
سَبْعُونَ مَرَّتْ. جَهاماً
يَذْرَعْنَ أُفْقَكَ رَكْضا
.
أَحْنَتْ صَلِيباً وأَذْوَتْ
ما كان بالأمسِ غَضّا
.
وأَوْسَعَتْكَ الليالي
لَيَّا وبَسْطاً وقَبْضا
.
كَمْ غَيَّبَتْ مِنْ حَبيبٍ
وَباعَدتْ مِنْهُ أرْضا
.
وَجَلَّحَتْ بِدَعِيٍّ
يَفْرِي الحُشاشَةَ بُغْضا
.
وَقَرَّطَتْ بالعَطايا
فَحالَ فَيْضُكَ غَيْضا
.
وَأنْهَرَتْ مِنْ جِراحٍ
خَزَّتْ وَتِينَكَ نَفْضا
.
قَدْ خالَطَتْكَ صِحاحٌ
مِنَ القُلُوبِ ومَرْضى
.
وَساوَرَتْكَ ضِئالٌ
نَهْساً وَنَهْشاً وَعَضّا
.
ما إِنْ تَخِرُّ عِثاراً
حتى تُحاوِلَ نَهْضا
.
وَ لا تُعالِجُ حَزْناً
حتى تُزالِجَ دَحْضا
~~
راوَدْتَ أيْساً وَلَيْساً
وَجُبْتَ طولا وَعَرْضا
.
يا واهِنَ الخَطْوِ ! هَوْناً
أيْناً تَخُوضُ وَرَحْضا
.
أهْزَلْتَ ظَهْرَكَ مما
تَأْلُوهُ حَثَّاً وحَضّا
.
والشِّرْبَ مِلْحاً وعَذْباً
والزادَ رَطْباً وحَمْضا
.
يا ساهِرَ الليلِ ! هَلاّ
أذَقْتَ جَفْنَكَ غُمْضا؟
.
كَرُّ العَشِيّاتِ انْضى
طِرْفاً ، وطَرْفاً أقَضّا
.
تَعاوَرَتْكَ المرائي
يَعْرِضْنَها لكَ عَرْضا
.
ثَوائِراً في الحنايا
بَعْضٌ يُجاذِبُ بَعْضا
.
والعُمْرُ وَهْنُ جِدارٍ
يُريدُ أنْ يَنْقَضّا
.
مَنْ ذا يُعانِدُ حَتْماً
مِنَ القَضاءِ وفَرْضا ؟
.
تلكَ الجُروحُ. قِصاصٌ
والدَّيْنُ بالدَّيْنِ يُقْضى
.
وَقَدْكَ أنّ العوادي
ما دَنَّسَتْ لَكَ عِرْضا
.
مَنْ رامَ خَفْضاً لِعَيْشٍ
بِذِلَّةٍ سِيمَ خَفْضا
~~
لا تَسْتَطِيلَنَّ عَهْداً
فَالنَّظْمُ قارَبَ فَضّا
.
وانْشُرْ شِراعَكَ وانْقُضْ
غَزْلَ المعابِثِ نَقْضا
.
وَدَعْ عِتابَ خَلِيلٍ
عَنِ الوَدادَةِ أغْضى
.
مَرْحَبْتَهُ فَتَأبَّى
وأنْغَضَ الرَّأْسَ نَغْضا
.
وَرِدْ ظَميئاً فَتَرْوى
مِنْ كَوْثَرِ العِشْقِ حَوْضا
.
هذا العَرارُ وَنَجْدٌ
أنْعِمْ بِنَجْدِكَ رَوْضا
.
لَكَ. الشَّمِيمُ ، ولكن
حُكْمُ الصَّريمَةِ أمْضى
~~~
آنَسْتُ في الطُّورِ ناراً
وَسارِيَ البَرْقِ وَمْضا
.
وَناظِرُ القَلْبِ أَنْحى
مُحاذِراً أنْ يَغُضّا
.
أذِنْتُ حِينَ التنادي :
رَضَّاً وُقِيتَ وَرَمْضا
.
أَسْلِمْ ، وسالِمْ ، وَسَلِّمْ
واهْتِكْ حِجابَكَ أيْضا
.
فَيا قَديمَ عُهُودي
لا أنْقُضَنَّكِ عوْضا
.
ويا كُؤوسَ شُهودي
بُورِكْتِ مَحْضاً وَمَخْضا
.
خَلَّى ، فلما تَجَلَّى
فَضَّ الخِتامَ وأفْضى
.
يا وارِداً ! سوف تُعْطى
مِنَ الهِباتِ فَتَرْضى