أمِّي الحَبيبَة
د. حاتم جوعيه – القدس – فلسطين
هذه القصيدةُ في رثاء المرحومة والدتي وهي لسانُ حال كلِّ شخص فقدَ والدته وكانت مثالا للكرامةِ وللتضحيةِ والفداء
أيا نبعَ الحنانِ لِمَ رحلتِ
وبعدكِ كم فراغ ٍ قد تركتِ
///
وكم دمعٍ ٍ عليكِ يهلُّ حُزنًا
كموج ِ البحرِ في شجَنٍ وصَمْتِ
///
وَكُنتِ الشَّمْسَ للأبناءِ دومًا
سبيلي في الحياةِ لقد أنرتِ
///
وأنتِ البدرُ في الظلماءِ يبدُو
نسيرُ على طريقِكِ كيفَ سرتِ
///
إذا ما غُبتُ ساعاتٍ لأمرٍ
فمَرَّاتٍ إليَّ قدِ اتصلتِ
///
تعلَّمنا الكرامة منكِ حقّا
وأنتِ على الكرامةِ قد نشأتِ
///
وَرَمزًا للإباءِ وكلِّ خير ٍ
ونبراسَ الهُدَى قد كنتِ أنت
///
وبعدَكِ كلُّ آمالي تلاشَتْ
وأضحَى العيشُ في هَمٍّ وَمَقتِ
///
رحيلكِ كان مأساةً بحقٍّ
وفي أوج ِ العطاءِ قدِ انطفأتِ
///
لقد عانيتِ من داءٍ أليمٍ
ورغمَ الداءِ أنتِ لكم صَبرتِ
///
هي الأقدارُ تسلبنا الأماني
على الأقدارِ أنتِ فما اعترَضتِ
///
وسَلَّمتِ الأمورَ لرَبِّ عرش ٍ
منارًا في الفدَا والحُبِّ كنتِ
///
وبعدكِ أنتِ دمعُ العينِ يَهْمِي
وأجواءُ الشُّجُونِ بكلِّ بيتِ
///
فلا شمعًا يُضاءُ وكُنتِ دومًا
لنا الشَّمعَ المُضيءَ لمَ رحلتِ
///
حنانُكِ لا يُدانِيهِ حَنانٌ
وَحُبُّكِ كانَ زادي ثمَّ قوتي
///
وَإنَّا في طريقِ الحقِّ نبقى
بنوكِ على الإباءِ كما عَهِدتِ
تغمدها الله بوافر رحمته وأسكنها فسيح جنانه.قصية حزينة وإيقاعها مؤثر.