رسالة تأبين لجثث الأحصنة

فوزية أوزدمير | سوريا

هناك مثل الجنين في الرحم الأنانية

القوطي وحشية ..

تعرية الصمت مدرسة لأفكار سوداء

والشجاع قعقعة المتشائم من الأزقة العمياء ..

رقصة لموسيقى الزمن كلّ مساء

عرس في الجحيم

لحظة توسد فراش الموت

مليئاً بالتوجس والكثير من القبل المحمومة

وأغاني البلوز المتورمة

في الغرفة المظلمة

ما خلا الفراش الذي اكتسى لونه

بكثير الأحمر، كثير الوردي

جسدي الأخرس ، وسكت نفسي كفطيم ( مزمور 5 )

يمتلئ المكان الفارغ للصمت

قلب طفل صغير لا يكف عن البكاء

في الشارع الفارغ ، منتصف بعد الظهر

كالشمس في قدح مكسور

سوناتا في شكل الكمثرى

في التدفق الذي لا ينضب للهمهمات

أحياناً – دائماً – تقريباً

يضع نهاية لهذا الاحتضار الذي يعود سخيفاً

من كثرة طوله

لحظة تضرع صلاة المهرّج إلى الله

برهبة وارتباك بين قبلة وقبلة

رسالة تأبين لجثث الأحصنة

التي أخطأت رصاصة القناص حوافرهم

وأصابت جماجمهم

تدهشني عزلتي

هذا الأنا وحدي

ليس وحيداً .. !

لكن الله سيعلّق لافتة تقول :

ممنوع الإرهاب .. لمن وضع اسماً لنعليه ؟

وأنا أدخل المدينة بساقٍ واحدة

متعلّقة في ذراع الظلال

أرملة في ثياب الحداد

تقيم في داخلي كما لو كانت حجراً

بين أشجار الزيزفون المهيبة

سجاجيد الصلاة منقوعة بالدم

والمحاريب مزروعة بالموت

في عبق الصمت

لمحت صورة لطفلٍ قصبيّ

في أشيائه المنسيّة

مثل أعمى يشاهد فيلماً صامتاً

يسند شجرته الحبلى بغصنٍ

يابسٍ ممتن لله

يبحث عن وطن

جواز الإقامة فيه ، حقيقة وجوده

كان عليه أنْ يعرف

أنّ ليس ثمة عودة من هناك

وصبارة تلوح بتحية ، عمياء

تصف سقوط المطر بسخاء

ورؤوساً بشريّة ، بلا عدّد

كحاخامات مشعثين

غموض المساء بلا أضواء

تصوبان نظرة لي ،

وكما لو بالخطأ – تقول :

كم يروق لي أن أطرد عن

عينيك الخضراوين

تلك النحلات المرحة

الغارقة في عيون السماء

المبتسمة في غفوة لا تنتهي

فيستعصي على الله التكوين

هنا انتظر الضوء ،

 كزهرة اللوتس البيضاء

كلما نامت الشمس في كف سنبلة

يرفو لي قميصاً من الماء

ويستخرج حجر الجنون

يسخر من أحلامي السيئة

لحظة مرور القطة السوداء

أثمة أمرأة كونية

من تحيا في أعماقي ..؟

أم ثمة أرواح لا تعرف

لماذا زارتها البلايا ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى