بلِّغوا عنِّي و لو دمعة
أحمد عبد الغني الجرف-اليمن
أنا ما سلكتُ الدَّربَ هذا عارفًا
بوعورةِ التَّقويمِ ، ميلاديْ وَغَىْ !
لم أتَّخذْ قلقيْ هوىً بإرادتيْ
ما احتجتُ خارطةً لهُ كيْ أبْلُغا
لم أدرِ أنَّ الضَّوءَ كانَ مُزيَّفًا
يسْتدرجُ الشُّعراءَ حتَّى يَلْدَغا
كانَ التَّوهُّجُ بُرْدةً
تغريْ خياليْ ،
كنتُ بالحَدْسِ الجليلِ مُمَرَّغا !
أنا لستُ تِكْرارً لأيِّ مُهَمَّشٍ
– لبَقائهِ – كانَ الرَّحيلُ مُسَوِّغا
حينَ انتَعَلْتُ الخوفَ كنتُ مُضَرَّجًا
بِغَمَامةٍ مِنْ شأنِها أنْ تُمْضَغا
أكَلتْنيَ الرؤيا ،
تبَخَّرَ داخليْ التَّأويلُ ،
شاخَ القلبُ دونَ المُبْتَغَىْ !!
كانَ الضَّيَاعُ أشدَّ ممَّا ينبغيْ
جعلَ الفتَى الشَّرقيَّ يلْعنُ ما ابْتغىْ
ما زالَ ينتظرُ الخليلُ بفأسِهِ
قمرًا ،
سماءًا ،
موطنًا لن يَبْزغا
تركَ الفلاسفةَ انهزامًا ،
بالتَّأمُّلِ زحزحَ الشكَّ الكبيرَ و أدْمغا !
قلبيْ الفراغاتُ التيْ ملأتْ
همومَ الناسِ ودًّا ما يزالُ مُفرَّغا
نارُ الكلامِ تكادُ تطفئُ رغبتي
و الصمتُ طوفانٌ على خجليْ طغى
يا دربيَ المذبوحَ : بلِّغْ عن دميْ
حرفيْنِ لمَّا يَبْلُغا بي مَبْلَغا
وجعيْ الرسولُ ، كتابيَ الرؤيا ،
لقد أدَّى الرِّسالةَ – يا بلادُ –
و بلَّغا
ستقولُ للقُرَّاءِ دمعةُ غُربتيْ :
ما كانَ أفصحَ مقلتيهِ و أبلغا !!