الجرح النازف
محمد حسين | فلسطين – دمشق
ضمدت جنون جرحي النازف فوق صهيل الطرقات المقتاتة من تأوهات الأقدام العارية بحفنة ملح اشتريتها من صندوق يضاجع حرارة وبرودة الأرصفة، لا وقت لدي لقراءة المعوذات على أضرحة يكسوها غبار الأمنيات العاقرة،
لا وقت لدي لدموع تنساب فوق خدود الفرضيات المغلقة بمسامير الترجي، غادر أيها الجسد الملفوف بأطنان الأوراق اليابسة،
صفاء الجالسة فوق أريكة الصباح تحتسي فنجان قهوتها بعد أن غادرها الحزن الذي اجتاحها منذ فترة بدت عليها علامات الدهشة من كلمات ياسر المفعم بالأمل.
صفاء : لا لا
ماذا تقول أيها الصاعد من حنجرتي في وجه صراخ النهار المبحوح؟
سنصنع من الوقت طائرة ورقية تحلق خلف تلال الساعة المحنطة
سندوس بلهاث نعالنا قهقهات حراس الزمن الكاذب
ألم تخبرك الريح بأنني لم أعد أشتري السلاسل الصدئه لأصنع منها قلادة تقيد معصمي كما كنت أفعل سابقاً عندما كانت تداهمني ترهات الحياة الفارغة
سامر : يبدو أن جدائل الفجر ستفلت من قبضة الليل الطويل يا سيدة العزف المنفرد.
صفاء : هو كذلك نحن في دائرة الهواء النقي الذي سيخلع عباءة الوجع الرحيم المغلف بالصبر العاجز، اتعرف ما هو الصبر العاجز؟
ياسر : هو الدعاء لتحقيق الأمنيات أو تخفيف موجات الألم.
صفاء : لا
هو الإدمان على الألم والحمد والشكر له حتى لا يتصاعد أكثر من لذلك،
أنا أريد الصبر الصابر المتوثب لاحتضان الضوء البعيد.
ياسر : ماذا سيقول لك إمبراطور الأدعية وأنت تدمرين قلاعه التي بناها منذ مئات السنين؟
صفاء :ليذهب إلى الجحيم
تعال لنرقص قليلا على انغام موسيقى زوربا
ياسر : تبدو أنفاسك دافئة
أجل
انا قطعة بركانية خرجت من رحم الطوق ولن أعود إليه ثانية.