الكايزن و تغيير القيم

د. طارق محمد حامد | أكاديمي مصري

مايلز بيركت فوستر (1825 – 1899) رسام إنجليزي

هو التدرج في تحقيق هدف ما أو إحداث تغيير ما ، إما تغيير للأفضل أو للأسوء ، و تبدو هذه الطريقة التدريجية واضحة جلية في تغيير القيم المستقرة في المجتمعات العربية الإسلامية و دفع الناس للاعتياد و إيلاف ما يريد أصحاب هذه النظرية او المؤامرة أن يصلوا إليه من قيم دونية أو عادات معينة يريدون لها أن تستقر في المجتمع فتكون بمثابة أدوات و معاول هدم فيه حتي انهياره.
و من أهم هذه القيم التي عملوا علي ترسيخها :
إهدار قيمة العالم الأزهري : و كانت وسيلتهم في ذلك هي السينما حيث أظهروا صورة العالم الأزهري مسخة و يتحدث بطريقة بهلوانية و يتشدق في كلامه و يتقعر فيه كذلك حتي زالت هيبة العالم من قلوب العامة بل أهدروا قيمة العلم كذلك حتي مال الناس عنهم و ذهبوا إلي أنصاف المتعلمين ممن يقال لهم الدعاة الجدد و استمعوا لهم و أخذوا عنهم العلم و الفتوي و ما صاحب ذلك من تمييع لصورة المسلم فضلا عن صورة العالم من مظاهر اللحية و الثياب و ارتداء أفخر الثياب الغربية و الساعات باهظة الثمن و تصوير حلقاتهم في أفخر الاستديوهات و صرف نظر الناس إلي الترف المرتبط بهؤلاء الدعاة الجدد المصاحب لهم ، فبهذا التدرج أهدروا قيمة العلم و العلماء و أظهروهم بصورة منفرة قاتمة جعلت الناس ينفضوا من حولهم و يتحلقون حول الدعاة الجدد مع غرس قيمة الدنيا في قلوب العباد و تطلعهم إلي أن يتملكوا مثل ما فيه الدعاة الجدد قليلو العلم .

إلف المعاصي و عدم إنكارها
حيث تدرجوا من ظهور الممثلات بالحشمة إلي حد ما و ذلك في المسلسلات التليفزيونية القديمة و كان يمنع منعا باتا ظهور الراقصات في تلك المسلسلات التي كانت تدخل كل البيوت المصرية و العربية كذلك ثم شيئا فشيئا أدخلوا السفور و ظهور الممثلات بملابس سافرة تظهر مفاتنهن و أصبح ظهور الراقصات شيئا مألوفا حتي اعتاد عليه الناس و هكذا مثل العلاقة بين الطالب و الطالبة في الجامعة تدرجوا فيه حتي روجوا للزواج العرفي بين الطالب و زميلته في الجامعة و أحلوه من خلال المشاهد التي تستسهل هذا الأمر و تنفر من الزواج الشرعي الموثق الذي تنطبق عليه شروط الزواج من إيجاب و قبول و إشهار و ولي و شاهدي عدل ثم التوثيق الذي يعد من المصالح المرسلة التي أقرها ولي الأمر حديثا لضمان الحقوق…..
حيث أظهروا الزواج الشرعي أمرا مستحيلا في ظل الظروف الإقتصادية الراهنة الصعبة و الأزمة الطاحنة في الإقتصاد و كذلك مغالاة أهل البنات في تكاليف الزواج فالبتالي أظهروا الزواج العرفي في أبهي صوره فاستسهلوه و سوغوه للناس و زينوا لهم الرذيلة، ناهيك عن شرب الخمر و إظهار المشاهد الإباحية باسم إيصال رسالة و يا لها من رسالة من رسائل الشيطان ، و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
و هناك كثير من القيم التي أهدرت و كثير من الرذائل التي أقرت بالتدرج و بطريقة الكايزن و ذلك من خلال دس السم في العسل حيث يشاهد الناس هذه الأفلام و المسلسلات كعالم افتراضي يحاكي الواقع و يتسلون بها ليهربوا من واقعهم المرير فيدسون لهم كما قلنا السم في عسلهم المحبب لهم و الذي يستعيضون به عن اللجوء إلى الله و قراءة القرآن الكريم الذي هو العاصم من القواصم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى