ولادة
عبد الكريم سيفو | سوريا
أيا امرأةً حلمتُ بها سنينا
لتطلق في دمي حلماً سجينا
تروّض في المساء صهيل خيلي
تحوّلني أصابعها عجينا
وتغزل من شهيق الوجد ثوبي
وتزرع خافقي عنباً ، وتينا
وتخلقني كطفلٍ من جديدٍ
لأنسى في الهوى رجُلاً رصينا
تعلّمني فنون الحبّ طرّاً
وتصهرني ، وتسكبني جنونا
تعمّدني بنهرٍ في يديها
عسى طيني تحوّله لُجَينا
تقشّرني ، تعيد جوىً بروحي
وترسلني بأبحرها سفينا
أخوض غمارها كصبيّ عشقٍ
أهجّئ في شواطئها الفتونا
وتكتبني حروفاً من ضياءٍ
فأُخلَق شاعراً ولِهاً ، فطينا
أيا امرأةً تقطّرني نبيذاً
تعتّقني ، وتثملني حنينا
تغيّر كلّ خارطتي بليلٍ
فأغدو في مدائنها يقينا
تعالي كالزلازل حين تأتي
ولا تُبقي قلاعاً ، أو حصونا
لعلّيْ أُستباح كأيّ عاصٍ
فأغتال الهواجس ، والظنونا
أعيديني طهوراً من خَطايا
ومن وهـمٍ تغلغل بي قرونا
سأنسف في حضوركِ فلسفاتي
وأصنامي ، عسى أن أستكينا
فيا امرأةً أتتني دون وعدٍ
لتشعلَ فيَّ من ولهٍ أتونا
مفاتيحي منحتكِ ، لا أبالي
كفاني عُدْتُ مثل العاشقينا
سأملأ من شِفاكِ دِنان خمري
ومن نهديكِ أقطف ياسمينا