نزيف النبوءة

أحمد خلف الله /الجزائر

سأكتب حتى أجفَّ من الدمع
…بل … من دمائي
سأنزف حتى تفيض إلى البارئِ الروح
أو يحتويني بقائي

سأرسم بالأسود الحلو كل شعور أملت
و كل مرام حلمت
وكل المآسي التي صافحتني
لِأُسْلِمَهَا خاضعا كبريائي

سأعزف للسيف حين ٱختراقيَ لحن السلام
أكلل بالشوك ذاك الغرام
و آكل زقُّومتي في ٱرتياحٍ
فذا قدر الرب … ذاك قضائي

سأسكر بالحزن في كل ليلٍ
نديميَ حظي الذي قد عدمت
يعاقرني الهمَّ حد ٱنتشائي

و أغفو جريحا و أصحو جريحا
و لا صوت لي غير أبيات شعر
ييداوي بها القلب فقد دمائي

أساوم حظي… :لتَقْبَلْ حياتي
أزيدك ؟
لتأخذْ إذن ذكرياتٍ على صفحاتي
و دعلي فقط كلماتي
فهيَّ عزائي

أتضحك؟ أضحكُ أيضا
تريد فؤادي فخذه
لقد صار مثل المقابر صمتا
و من زاره يبك فيه قليلا….
يرورح ….و يبقى ٱرتقابُ فَنائي

سلام على الراحلين جميعا
سلام إلى القادمين
سأكتب عند المداخل : لا تقربوني
فما في جحيمي مياه لصدٍّ
و لا ورد أو أي لون جميل
و أكثر ما أحتويه دموع و شوك
ألملمها خائفا في ردائي

يحاصرني جند آه و آه
أقاتل وحدي
أصوِّبُ آخر سهم لقلبي
ليدرك موتي بأني
صلب
و أنيَ ما عاد عندي عزيز
و أني إذا ما ذبحت سأجهش بالضحك
حد غيابي عن الوعي جمعا
أنا النَّوْحُ لكنني
قد فقدت بكائي

أ جنِّية الشعر ما أنت عندي؟
أعيذك مِنِّيَ أن تحضنيني
و أن تثملي قُبلا من وتيني
فلعنة حبي تصيب جميع اللواتي
عشقن شفاهي
و ذبن كما الشمع حبا و شوقا
فآخر أنثى عشقت… تخطَّفها البُعد
تاهت … و ما زلت أبحث عنها
بِعُتْمَ مسائي

فَسِيري إذن صوب صدرٍ خفوقٍ
يرى في الكتابة إعجاب أنثى
و بعض البهاليل … تصفيقهم
في كراسي الرياء

و خَلِّيَ بيني و بين حروفي
إذا لم تكن من طبائع قومي
سترفع يُمنايَ أن حلَِّقي و ٱهجريهم
لألبابَ.. أخرى..بحضن السماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى