أ. خلف إبراھيم| ناقد وشاعر – سورية
يعد هذا النص تجربة أدبية غنية تعكس عمق المشاعر الإنسانية وتجارب الفقد والحنين. في هذا النص تتناول الكاتبة حالة البطلة التي تعيش في عالم من الغياب حيث يتجلى الألم الناتج عن الفقد بشكل واضح. تأخذنا الكاتبة في رحلة عبر وجدان بطلتها، حيث نرى كيف أن الغياب يمكن أن يتحول إلى قوة مؤلمة تغوص بها في أعماق نفسها. تتداخل لحظات السعادة مع الحزن، مما يعكس التوتر الدائم بين الشوق والذكريات، حيث تصبح كل لحظة ذكرياتها شاهدة على ما فقدته. تتميز لغة الكاتبة بالشعرية والعمق، حيث تستخدم صورًا بلاغية تعكس الحالة النفسية للبطلة. تتشابك الكلمات مع المشاعر، مما يجعلنا نشعر بعمق التجربة. عندما تتحدث البطلة عن الأوقات السعيدة تتسلل إليها الذكريات المؤلمة، مما يزيد من حدة الصراع الداخلي الذي تعيشه. هنا يظهر تفاعل العواطف مع الأحداث اليومية، حيث تتحول اللحظات الصغيرة إلى تجارب مؤلمة. \الشخصية الرئيسية في النص\ تمثل امرأة تعاني من فقدان شخص عزيز. تعكس البطلة مشاعر العزلة والحنين حيث تجد نفسها محصورة بين الماضي والحاضر. الحوار بينها وبين زوجها يمثل الصراع الذي تعيشه حيث يُظهر كيف أن الحياة اليومية يمكن أن تصبح عبئًا ثقيلًا على الروح. الزوج، رغم عجزه عن فهم عمق مشاعرها يمثل الواقع الذي تعيشه البطلة مما يبرز الجوانب الاجتماعية والنفسية التي تعاني منها. تتناول الكاتبة موضوعات متعددة مثل \الفقر والفقد والعزلة\ مما يعكس الحالة الاجتماعية والنفسية التي تعيشها البطلة. الفقر هنا ليس مجرد حالة مادية بل يُعتبر حالة نفسية تعقد الأمور وتحول الحياة إلى معاناة مستمرة. يبرز الفقر كعنصر مركزي يؤثر على العلاقات الإنسانية ويظهر كيف أن الظروف الاقتصادية يمكن أن تعقد الحياة وتجعل من الصعب على الناس تحقيق أحلامهم. تستعرض الصديقة الأديبة أيضًا التأثيرات التي يتركها الحلم على البطلة وكيف أن الخيال يمكن أن يكون ملاذًا من الواقع المرير. تعكس الأغاني التي تستمع إليها البطلة مشاعرها فهي ليست مجرد أغانٍ، بل هي تعبير عن حالة وجودية تعيشها. تحاول البطلة الهروب من الواقع عبر الموسيقى والكلمات، ولكنها تجد نفسها دائمًا تعود إلى ذاتها المكسورة. تتجلى أيضًا قدرة الكاتبة على تصوير اللحظات اليومية والتفاصيل الصغيرة مما يجعل المتلقي يشعر وكأنه يعيش تجربة البطلة. تجسد الأريكة والكتب واللوحات الزرقاء شعور السآمة والملل، حيث تعكس الحالة النفسية للبطلة. إن هذه التفاصيل تجعل من النص تجربة غنية بالمعاني والأحاسيس، حيث يتفاعل القارئ مع كل كلمة وكل صورة، مما يخلق شعورًا بالانتماء والتعاطف. نص \هوى الروح\ لا يقتصر على سرد الأحداث بل هو تأمل عميق في مشاعر الفقد والحنين، مما يجعله نصًا يستحق الإشادة والتقدير. الكاتبة هدى حجاجي تُظهر قدرة فائقة على نقل التجارب الإنسانية بطريقة مؤثرة حيث تترك أثرًا عميقًا في نفس القارئ. إن النص يُعتبر دعوة للتأمل في الحياة، وفي العلاقات الإنسانية، وفي كيفية التعامل مع الفقد والألم. تشكل هذه العناصر مجتمعة لوحة فنية تعكس الصراع الداخلي للبطلة، وتبرز الجوانب الإنسانية التي تتطلب التعاطف والفهم. من خلال سردها العميق والمليء بالعواطف، تفتح الكاتبة أفقًا جديدًا لفهم مشاعر الفقد والحنين، مما يجعل النص يتجاوز حدود الأدب ليصبح تجربة إنسانية حقيقية. قراءة نقدية فى نص الكاتبة والاديبة ھدى حجاجي احمد (ھوى الروح )
