تراتيل قمريّة
ناهد بدران | سوريا _ لندن
نسمةٌ تجاوزتِ الثّلاثينَ من عمرِ العطر
مسحتْ جبهةَ الوجعِ الأشيبِ
بتراتيلَ من نسغِ الرّبيع
برعمتْ أصابعها الخضراءَ تشقّ
جبينَ الليلِ المسرجِ بعناية
الأذانِ و عافيةِ التّكبير …
تشنقنا دمعةٌ تربّي الوتينَ على ملح الجراحِ …
تشهقُ في خلجاتنا صرخةُ روحٍ
واثبةٍ يضيقُ بنبضها الجسدُ …
تتشظّى في حقولِ النّداء
و آلاءُ الغفرانِ تتجلّى
في موازينِ الرّؤى راجحةَ الجزاء
آراهُ هلالاً … بشيرَ نور
سأمدّ خواطري البيضاءَ أمشّطُ الغرر°
أروي دواريب النّفل° بشآبيب الذّكر
و التّسعُ° أغنجها في فلاة قلبي ..
ترعى نضيرَ الكلأ من رحابِ العشر°
إن أنارتْ ثلثاً و غسلتْ هماً لتشرقَ البيضُ°
ناصعاتُ الهدى على انتصافِ القمرِ
الأغيدِ في سدرةِ الصّفاء
أرشّ الدّرعَ°بقافيتي السّمحاء
بوشاحِ نبضٍ وضيئ الحرير يلفّ الظّلم°
يميسُ بتراتيلَ دفّاقةَ النّور
طفقتْ تقبّلُ جبهةَ الحنادس°
توسعُ ممراتِ التّوقِ للدآدي°
يذوبُ الشّغافُ لهفةً و المحاقُ° يغرزُ
مسلّة اليقينِ في أثوابِ الدّجى
عادَ هلالاً ….
يخشخشُ نوره في أقداحِ نفسٍ تلهجُ
خشيةً و تصلّي عتقاً و تصبّ من الهدى ترياقاً
تمسّدُ به صدرَ الهواجسِ المتصلّبة
البراح أوسع ….
من منبعِ الكوثرِ مرصوفاً
حتى أبوابِ الجنان .
°°°
_ كانت العرب تسمي كل ثلاث ليال من الشهر باسم