أنثى.. كأنثى العنكبوت!

د. محمود رمضان | مصر

أنثى ليست كمثل إناث العنكبوتيات
في الدهاء مدرسة
تُدّرس النسج على نول الغرام
لحمة وسادة مهندسة
ترسم البيت فخاً
تضع خيوطه الواهنة
بحكمة معلمة
تتمحور منغلقة فولاذية
لا تبرح أرضها
فالحدود مفككة

إن عشقت يوماً
ووقعت أيها المسكين
تحولت شَرسة
أصابني غرام إحداهن
فصار بي الشوق
وهذه تجربة
سحرني جمال البيت
كأن به أميرة
بالحياة مفعمة
ماذا أفعل أنا؟!
أنا العنكب العاشق
وعيونها الثمانية
والأرجل مفترسة

عنكبوتية الحسن
هي والعقارب
في الصفات منسجمة
بنو العناكب رفعوا مظلمة
فجرمها عظيم مجرمة
تتدعي الصداقة
تلوح بالألوان
والخيوط الحريرية مصيدة
فاتنة
كاذبة
جبارة
واهنة
غدارة
كم عنكبوت قضت منه وتراً؟
بل كم عشاء كان
والحساء وليمة تتذوقها منتشية!

لا تقترب
لا تقترب يا صديقي من بيت العنكبوت
هذه مغامرة
جمال عينها ضعف
والحواس شبكة بالفرائس موقعة
لا يغرنك رونق بيتها
فهي لا تسكنه في الجوار متخفية
إن شعرت باهتزاز أرائك الحرير
ثق أن الضحية طازجة

اترك عنك الرعونة
فالعنكبوتيات وإن أخلصت مفترسة!
تخون كشرنقة!
قرادة
أرض صماء
أرملة سوداء
بكورها ملحمة
تتماهى والذباب
بل قل أقل مرتبة
هذا طبعها
لا
لا
لا يا صديقي
لا تغتر
لا تغتر أيها العنكبوت
فالخيوط البيضاء
مفرمة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى