سوالف حريم.. كشّافة

حلوة زحايكة | فلسطين

بينما كنت أقوم بترتيب ملابسي، وقعت يداي على بدلتي الكشفية التي احتفظ بها منذ أعوام طويلة، فأعادتني تلك البدلة بلونها المبرقع الى أيام طفولتي، حيث التحقت بفرق الكشافة التابعة للبلدة، وأنا طفلة صغيرة منذ الصف الرابع، وكنت مرشدة صغيرة في فرقة النسور، الى أن أصبحت قائدتها عندما كبرت، كنا نقوم بالتدريب ثلاثة أيام في الأسبوع بعد انتهاء الدوام الدراسي، في ساحة المدرسة التي تقع على قمة الجبل، نتدرب على قرع الطبول، والصاجات والأبواق وتحية الكشاف، و”المارش” الكشفي الذي يشبه”المارش” العسكري، وكنت أتباهى كثيرا ببدلتي العسكرية وطاقيتي وحزامي وصفارتي؛ لأنها تجعلني أبدو كمجندة تسير في بلادها حرة مرفوعة الرأس، وأحلم بيوم سيأتي وأكون فيه مجندة حقيقية، وليس فقط فتاة كشافة، فقد كنت أغار كثيرا عندما أشاهد على شاشات التلفزة المجندات وهن يقمن بالاستعراض العسكري في بلادهن، كنا نشارك في احتفالات الإسراء والمعراج في كل عام ونحن نجوب شوارع القدس، وكان أهالي القدس يصطفون على جانبي الشوارع يمسكون بأيديهم ويعملون جدارا بشريا بيننا وبين المارّين في الشوارع والأسواق، الى أن نصل الى باب العمود، فنقف هناك بعض الوقت نعزف لمدينتا الحبيبة، وهي تحتفل في هذا اليوم باسراء رسولها الكريم الى السماوات العليا ثم نبدأ بالسير من طريقة الواد، ويقوم الأهالي برمينا بالملبس والشكولاته ويرشون علينا الماء، الى أن نصل الى أحد الأبواب التي يكون مقررا لكل فرقة كشفية أن تدخل منه الى ساحات الأقصى، وهناك يكون تجمع جميع الفرق الكشفية، حيث تصطف كل الفرق، وتعزف نشيدنا الوطني، ولحن الكشافة ونؤدي التحية الكشفية احتفالا بإسراء ومعراج رسولنا عليه الصلاة والسلام، تشعر بوقوفك في ساحات الأقصى بأنك تملك العالم بأسره لأنك تقف في أقرب نقطة الى السماء، فمن هنا عرج خاتم النبيين الى السماء وتفيض الدموع من العيون سواء من الكشافة أوالمتواجدين في ساحات الأقصى، بكاءا على حال أقصانا الأسير، كبرت وأنا أحلم بأن أكون مجندة في يوم من الأيام، مما دفعني للالتحاق في دورة كراتيه، حتى يكون جسمي قويا ويتحمل تدريبات الجيش عندما تقوم دولتنا العتيدة، وهذا أمر حتمي وإن طال الزمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى