شذرات

أمين دراوشة | فلسطين

 

سرعة
الهاوية أمامك…
ماذا تنتظر؟
أسرع نحوها…

 

قيح

يدس المجنون يديه النظيفتين في عيني الحقيقة…
تنز قيحا وظلاما….

 

غروب
حتى القلوب الدافئة، التي تتنفس الضياء، وتتضوع رائحتها الشذية، وتنشر الغبطة والحبور، لها غروبها اﻷخير…

 

اختباء
كلما مر اﻷمل بالقرب منه، يهرب ويختبئ، حتى مروره…ويقول لنفسه:
“ما فائدة حياة متعلقة باﻷمل وحسب؟”.

زهرة
هل أتاكم حديث القلب، الذي مزقته المرارة، واستباحته التجارب العبثية؟
لقد شاب واستكان…
وفي قلب القلب نبتت زهرة عباد الشمس…ناصعة النقاء.

 

حاجز
وضع حاجزا منيعا بينه وبين الكائنات… وطفق يصغي للأغاني المنبعثة من صمت المقابر…

 

ذبول
شجرة التوت البري التي تنعنش القلب…
لم يحسس عليها المطر منذ شهور…

 

أطلال
يخبص اللصوص مع الذين أمخاخهم خواء…
تصبح المدينة العتيقة العريقة البراقة، ليس أكثر من أطلال لمدينة مجهولة…

تنين
فقدت اﻷم في المخيم كل أطرافها…
لم يتبق في فمها غير كرات اللهب…

 

جوع

عندما جاع لم يجد في جيوبه سوى بضع رصاصات.

 

قافلة

بموازاة لقمة الفرح، كانت قافلة محملة بشحنة كثيفة من البؤس في انتظاره.

 

وصول

حتى مع زيادة سماكة الجدار، ما زالت صورتها قادرة على الوصول إلى البحر.

 

محاولة

لا أملك
إلا القليل من الفرص الضائعة
وعناد المحاولة.

ديدان

تتغنج النعمة في مظهره، وتأكل الديدان ما تبقى منه.

 

نبيذ
يلملم الظلام حوائجه ويهجر الذاكرة.
بعد أن عادت قطوف النبيذ للتوهج كحبيبات النجوم.

 

بئر
في البئر النازف، كان ضوء عينيها يبرق، وخرير قلبها يهدي الفتى الضال…

 

مأوى
الشجر يحترق
يخرخش عقل اﻹنسان
امرأة تحتضن طائرا بلا مأوى.

 

حيرة
تباغته سعادة كبيرة بحجم المطر ترسم ملامحه، يحس بشلالات الفرح ساكبه ألوانها من عيونه على الأرض العطشى…
يسأل نفسه بحيرة:

– ترى هل أنا في حلم أم أصابني المرض؟

جمرة
في مدينة الظلمة والموت والخوف، هناك من منح قلبه للحرية…فتوهجت جمرة مجنونة لا تأبه بالعواصف.

 

انسحاب
يتهادى الموت أمامه…يسرع إليه…يرتبك الموت…
ينسحب…

أنا
يتجه نحو الجبل، استوقفه أحدهم قائلا:
–  أترحل وأنت كل شيء؟
 – نعم، أنا كل شيء إلا أنا.
وتابع سبيله…

 

علامة
عندما تسقط وتكسر رجلاك، كن على يقين أن لا أحد سيمد لك يدا بل مخلبا…
وهناك احتمالات عدة:
إما تأتي قوى خفية لتحملك…
أو لا تأتي…
عندها لا يحتاج الأمر سوى أن تصنع من رجليك جناحين وتطير…
وإذا لم تقدر، فاحفر بأظافرك قبرك ومت بعلامة لا تنسى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى