أريحا الفلسطينية.. عبق التاريخ وروح العمارة
بقلم: أسماء حمد
أريحا من أقدم مدن فلسطين الكنعانية، حيث يرجع الأثريون والخبراء تاريخها إلى العصر الحجري، أي قبل سبعة آلاف عام قبل الميلاد .
أريحا سامية الأصل، وتعني القمر عند الكنعانيين، ومشتقة من كلمة يريحو العربية، وفي العبرية يرحو ، أقدم مدينة معروفة في التوراة، وريحا في السريانية ومعناها الرائحة والأريج .
اتخذها الهكسوس قاعدة لهم، هوجمت من قبل العبرانيين، حتى تمكن قائدهم يوشع بن نون وجنده في سنة ١٤٥٠ قبل الميلاد من الاستيلاء عليها بعد ان أحرقوها، وقام ملك المؤابيين من طرد العبرانيين منها واتخذها عاصمة له، ازدهرت مدينة أريحا في عهد الرومان، وأكتسبت مكانة دينية في عهد السيد المسيح عليه السلام ، ففي عهد قسطنطين الكبير اقيمت فيها الأديرة والكنائس، وفي العصر الاسلامي سكنها بنو قيس وجماعة من قريش .
تقع عند مستوى سطح البحر ، ولا يماثلها في ذلك أية مدينة في العالم، وهي مشتى، ومدينة سياحية من الدرجة الأولى، ومن أبرز معالمها التاريخية والسياحية تل السلطان، وهو اقدم منطقة في أريحا وتقع على سفح تل يشرف على واحة غنّاء .
أما المعلم الثاني، جبل التجربة، وهو مدينة اريحا البيزنطينة، وأهم اكتشافاتها الخاصة بدير جبل القرنطل جبل الاربعين، حيث بلغ ارتفاع الجبل ٣٥٠ متر الى الغرب من أريحا.
ويعدّ دير مار يوحنا المعمدان، التابع للطائفة الأرثوذكسية من أبرز المعالم الدينة التي يزورها السياح .
ومن المعالم البارزة في مدينة أريحا دير اللاتين، الذي بناه جماعة من الفرنسيسكان سنة ١٩٢٥م، ويوجد فيه كنيسة الراعي صالح، وتمثال للسيدة العذراء، والطفل يسوع وتمثال للسيد المسيح، ومكان لتعميد الأطفال وآخر للاعتراف أمام الكاهن، والى جانبه مجموعة من الاديرة منها: دير الحبش، دير المسكوب ، دير القلط، دير الحجلة .
وطواحين السكر ، التي تقع بين تل السلطان وبين جبل القرنطل، وتمّ توسيع هذه الطواحين زمن الخلافة الأموية، وقام الصليبيون بتوسيع انتاجه ، حيث صدر الى أوروبا .