عنترة بن شدّاد
مازن دويكات | فلسطين
بملعقة البنْ
حسوتُ ملامحَ والدتي الحبشيَّة
لذا خلعتني القبيلةُ ذاتَ عشيَّة
وأصبحَ غلمانُ عبسْ
يصيحون بي ” عبدُ نحسْ”
فانتبذتُ مكاناً قصيا
أنا شجرةُ الأبنوسَ العصيَّة
وإنْ قطّعوا بالفؤوس جذوعي
تسافرُ عبرَ الرمالِ جذوري
وتلمسُ خدَّ الفضاءِ فروعي
أنا واحدٌ مثلما السيفُ فردا
ولوني خطيئة
وأنتم كثيرون جدا
وألوانكم كالنجوم مضيئة
ولكنكم لم تردُّوا الغزاة
ولم تردعوا العصبةَ الغاصبة
وفي الليلةِ اللاهبة
تستظلون رمحي
وظليْ ملاذ القبيلة
وإنْ سال جرحي
تشيحون عنه الوجوه الذليلة
كأن السيوف الدخيلة
تُميّز ما بين نفسٍ ونفسْ
وما بين رأسٍ ورأسْ
وما بين لونٍ ولونْ
وإن كان أسودَ أو كان أبيضَ
أو كان ما بين بينْ
فهم لا يريدون سوى راس عبسْ
وكلّ الرؤوس التي أنكرت نسبي مرتين
فلا بأس يا سادتي البيض، لا بأسْ
أنا عبدكم لا أجيدُ القتالْ
فكونوا كما تَدَّعون رجالاً رجالْ
وصدّوا إذن جحفل الاحتلالْ
وردّوا البهاءَ لرمل الجزيرة
يا عبلُ لو رحلت مضارب عبسْ
إلى أرضٍ بعيده
فأنتِ هنا قبيلتي الوحيدةْ
وأنا سجين مثلثي الذهبي
سيفي وحبك والقصيدة