اِحْتِيَاجَاتٌ خَارِجَ الزَّمَنِ
صلاح الأغبري-شاعر يمني
أَحْتَاجُ وَجْهًا
غَيْرَ وَجْهِي كَي أَعِيشْ
أَحْتَاجُ تَلْوِيْنَاتِ أَفْعَى؛
ضَجَّةً كُبْرَى؛ وَ أَجْنِحَةً
وَ رِيشْ
يَحْتَاجُ بَعْضِيَ أَنْ يُغَيِّرَ
بَعْضَهُ؛ كُلِّي يُغَيِّرُ كُلَّهُ
يَتَصَارَعَانِ بِدَاخِلِي
وَ دُمُوْعُ أَنْسَنَتِي تَجِيشْ
أَحْتَاجُ يَا وَجَعَ الضَّمِيْرِ
حِكَايَةً؛ أُسْطُوْرَةً..
مِنِّي إِلَيْهَا هَارِبٌ جَيْشٌ
فَجَيشْ
وَ <يَدَايَ> تَقْفِزُ فَوْقَ
أَمْكَنَةِ الْمُحَالِ وَ لَا مُحَالٌ
حِيْنَمَا تَغْيِيْرُ لَوْنِ مَبَادِئي
عُجْبٌ إِذَا مَا مَسَّ طَيشْ
وَ فَمِي يُوَزِّعُ لِلْقَطِيْعِ
الْاِبْتِسَامْ..
وَ الْوَاقِفُوْنَ تَهَلَّلُوْا؛ لَمَّا
تَهَلَّلَ صَاحِبُ الْوَجْهِ
الْمُقَدَّسِ، وَ الْهُمَامْ
وَ سَمَاحَتِي تَهْمِي
عَلَيْهِمْ كَالسَّحَابِ لَهَا رَشِيشْ
أَحْتَاجُ مَا أَحْتَاجُ
يَا زَمَنِي، الَّذِي الْقَيِتَنِي
عِبْئًا عَليَّ أَفِيْشُ فَيْشْ
لَا النَّهْرُ يَغْسْلُنِي وَ لَا وَجْهُ
الْعَرَاءِ يَلُمُّنِي لَا الصَّخْرُ
لَا الْقَلْبُ الْكَمِيشْ
مَنْ أَنْتَ؟
مَزْرَعةٌ ذَوَتْ؛ وَ حَدَائقٌ
الصَّرِ الصَّرِيمِ؛ أَتَيْتُ
مِنْ هَشٍّ هَشِيشْ
أَحْتَاجُ بَيْعًا بِالْمَزَادِ
بِدُوْنِ بَخْسٍ كَي أَبِيْعَ
كَرَامَتِي مَا عَادَ
لِلْأَحْيَا كَرَامَهْ
قَالَ: انْتَبِهْ إِنَّ الْمَزَادَ
مَلَامَةٌ، يَا صَاحِبِي، أَهْلًا
وَ سَهْلَا بِالْمَلَامَهْ
أَحْتَاجُ أَلْفَ قِيَامَةٍ
تَمْحُو خُرَافَاتِ الْقِيَامَهْ
أَحْتَاجُ إِسْلَامًا فَتِيًّا لَا يَشِيْخُ
وَ لَمْ تُحَرِّفْهُ السِّيَاسَاتُ
الْلَعِيْنَةُ وَ الْفَتَاوِي الرَّاجِيَاتُ
يَدَ الزَّعَامَهْ
أَحْتَاجُ أَنْ أَرْتَاحَ مِنِّي كُلَّمَا
أَمْعَنْتُ فِيَّ الْاِزْدِرَاءْ
أَحْتَاجُ تَغْرِيْبَاتِ صَمْتِي
فِي مَرَايَا الْاشْتِهَاءْ
أَحْتَاجُ دَمْعِي حِيْنَ
تَغْرِفُ مِنْ دُمُوْعِ الْأَنْبِيَاءْ
أَحْتَاجُ صَبْرَ الْمَاءِ
يَا وَطَنَ النَّهِيشْ
مَا قُلْتُ كَيْفَ بِدَايَتِي
حَتَّى قَفَزْتُ إِلَى الْخِتَامْ
فَبِدَايَتِي كُلُّ الْمَآسِي؛
وَ التَّنَاسِي؛ وَ الْكَلَامِ
عَنِ الْكَلَامْ
مَا قُلْتُ
وَجْهِي كَالْغَمَامَةِ
إِنَّمَا إِنْ مَجَّدُوْهُ
هُوَ الْغَمَامْ
وَ أَنَا بِوَادِي الْاِحْتِيَاجِ
مُهَاجِرٌ؛ مَا قُلْتُ عَنْهُ
(طُـوَى) وَ لَكِنْ قَدْ
طَوَتْنِي الْأَقْنِعَهْ
دَمِيَتْ خُطَايَ عَلَى
عَلَى مَسَارَاتِ الْجِهَاتِ
الْأَرْبَعَهْ
زَلَّتْ فَلَا قَبَسٌ وَ لَا
نَعْلٌ هُنَاكَ لِتَخْلَعَهْ
أَحْتَاجُ يَا قَبَسَ النَّبِيِّ …
فَأَهْلُنَا مَاتُوا جِيَاعًا
وَ الْخَسَاسَةُ مُتْرَعَهْ
وَ أَنَا عَلَى وَجْهِي أَطِيشْ