العمر سيل جارف

خديجة بوعلي | المغرب

لم تنتبه
وأنت تتمدد على أريكة من حرير
لم تنتبه

و أنت تستغشي ثيابك
تصم آذانك عن صوت النعيم
لم تنتبه

و أنت على شفا جرف هار من جحيم
و أزيز أسى دائم
لم تنتبه

لم تقبض على اليد الممتدة من أقاصي الخضرة
من وهاد البياض

لم تنتبه
لنور _و هم نائمون _ يعبد الأمداء
لمنارة ترشد التائهين
تخط للعابرين أزقة السنين
تعبد المتاهات بمنسوب عال
من ضوء الروح و ترياق القلوب
لم تنتبه

كنت تستقبل شلالات الحب بخراطيم الجفاف
و جليد الصقيع
تلهب اليوم بركض فارغ
تضيع في اللاشيء

لم تنتبه
أن الحياة فرصة للحياة
أن لا حيلة لمن لا يعتبر

لم تنتبه
أن الوخز بالإبر أهون من وخز الضمائر
لم تنتبه
أن الموت أهون من حياة على صفيح ندم ساخن
يَخْمَد لِتَلْتَهِمَ نيرانه الدواخل

لم تنتبه
أن السرعة في القرار
أكثر فَتْكا من صِدام المراكب

لم تنتبه… أي نعم… لم تنتبه
أن العمر واحد
أن الموت واحد
وأن الشريط بينهما
اما أن يكون أبيض
أو يكون أسود

لم تنتبه..
لم تكن تنتبه
إلى حفر تحف سير الأيام
و اودبة يهيم بها
كل من يلوذ بالفرار

لم تنتبه
لبساتين يانعة تسقى برذاذ اليقين
أصبحت مع بزوغ الفجر كالصريم

لم تنتبه
أن العمر أيام معدودات
لا رجعة فيها
و لا عود على بدء

لم تنتبه
و هذا العمر سيل جارف…
جارف…. جارف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى