وانت القاعد هناك على أرصفة الواقع

يونس العموري | فلسطين

وأنت القاعد حيث انت تراقب المشهد ما بين الأمس وقصته واليوم وبشائره، وللقادم حكاية اخرى بأسفار التكوين، وحيث ان الحروف تهبط عليك كونك للكتاب جامع، فلابد من الاستجداء ولو قليلا في محاولة لتفكيك استعصاء الفهم الطبيعي، فقد عاد المجوس الى ساحات الوغى ولابد من إشهار السيف بوجه الزنادقة واعادة الخليفة إلى بيته على التلة المشرفة، ولتصدح الأبواق معلنة عن القدوم الجديد لأنصار الدين وولاة الله على الارض وقطع الرؤوس بالميادين واحدة من اساليب استعادة هيبة النص الالهي الى ازقة العابثين ومن لا يتعظ فجهنم وبئس المصير، والأرزاق من يتحكم بها المولى عز وجل، وهنا حيث هنا تنقلب الموازيين ويصبح إمبراطور المنصة عازما العقد على حرق المتمرد وإن كان ببيت الله معتصما … وباستيلات يهوذا تعلن تمردها بكل الاتجاهات وبكل الأمكنة بعد ان اصبح الاهمال سيد الموقف وبعد ان اصبح القائد مجرد رقما في حسابات مصالح أباطرة اليوم ولا يمكنه أن يتولى مقعده في بوتقة القيادة ولا مكان لمانديلا في صياغة المشروع الوطني الجديد… حاول هذا القابع هناك خلف متاهات النسيان أن يقول كلمته بأكثر من مناسبة ومن خلال العديد من المحطات فصاغ مشروع الالتقاء والتوافق والوفاق وسلة المهملات كانت المصير، تضرع إلى أرباب العرش بأن يعودوا إلى رشدهم ولاحياة لمن تنادي إذا ما ناديت حيا… حتى في ظل الوباء العابر لحدود الانقسام والشرذمة والترهل …

بالصراخ والكلام والقليل من الهدوء وما إدراك ما الصراخ كمحطة لإدراك قوانين اللعبة كانت البيعة والمبايعة، وأدرك القوم أنه القادم على صهوة المحبة والمنهج السليم في خبايا الخراب، فكان التهميش مرة أخرى … وحيث إنه الصارخ توجه نحو إدراك معادلة التناقض فكانت معركة الكرامة مع ممن يحاولون انتزاع إنسانية الإنسان المتحالفين مع ممن ينطق باسم الله وأنبيائه الكرام وملائكته والبشر والحجر في البلدات العتيقة …. وكانت الشروط والأوامر الأتية من خلف بحر الظلمات بوقف دفع الدراهم والدنانير والدولارات والشواكل لفقراء أرض النخيل، وجاء الأمر الأخر بوقف مستحقات أسري الكرامة والذين قضوا نحبهم وما بدلوا تبديلا …. وأعدوا العدة وطردوا الحالمين من يوميات أزقتهم، وتجمعوا بكل الثنايا وأيقنوا أن لحظة الانقضاض قد باتت مواتية لاقتناص الغنائم بعد أن ظلوا مختبئين بالكهوف وقد حانت الساعة لممارسة أعتى أشكال الدهاء في فن السياسة والباطن عكس الظاهر والظاهر هو استبدال للعباءة فبعد أن كان العسس يطاردون الحالمين بأزقة التغيير والطامحين للأمن والآمان في البقاع المسماة بالأوطان، وصار الاختباء من نظراتهم سيد الموقف ومطاردة التائهة على شواطئ القبيلة.

ومن جديد سنحاور ذواتنا أمام شجر الزيتون في ظل الحقد على التين والزيتون وحكايا الجدات، وسنرى المشهد من جديد، ونعاود فهم ما يحدث، او بالأحرى محاولة استيعاب المفردات الجديدة بقواميس الإيمان المطلق لأمام العصر الجديد ….

وندقق النظر بعيون ذابلة ومحبطة بمشهد الفرار والهروب من وطن يُقال انه الوطن … في ظل الغزوات المبتكرة لمطاردة اللاهثين خلف شظف العيش بكرامة وحرية ….واخيرا اعتلوا ويعتلون منصة التشريع ولهم بالقول والكلام ما سيصغونه ويطمروننا به من خلال مفردات غير قابلة للنقاش او التأويل، ولا مكان للاختلاف هنا وهو ممنوع ومحرم ومن افعال ابليس ، ولا حقيقة الا حقائقكم، ولا رؤية الا كما ترونها انتم، اولستم المنتصرين حتى الأن بمعارك تطهير الجغرافية وفقا لما تعتقدون من ملحقات التاريخ الماضي والتاريخ لا يبدأ الا من خلالكم حسبما نصت عليه مزامير أديباتكم …تعالوا نناجي الرب بحضرة الانكسار والظلم، وان كان القهر سيد الموقف، ولا داعي لأن نمارس خداع الكلام المعسول والممزوج بدبلوماسية الكذب والتكذيب، ولنصارح فقراء ارصفة الشوارع والجوع، ومن يجوبون الحواري بحثا عن حقيقة وجودهم، وهل باتت أسماءهم وكنى عائلاتهم من مرادفات ابليس الجديد ..؟؟ …وعذرا لشاعر قال ما قال بحضرة الرب حينما ضاقت رقعة جغرافية الوطن عليه وولى الأدبار هاربا بعتمة ليل غاب القمر ليلتها ليكون فعل الهروب ممكنا وانشد مناجيا رب وطنه والاوطان متمنيا على ابواب سنته الجديدة ان يكون للوطن معنى وان يكون لإنسانيته حقيقة يفهمها الأخر، فحينما يصبح هذا الوطن سجنا والسجان رفيق الأمس، وحينما يتحول الوطن مرتعا لممارسة العهر في وضح النهار، ومملكة لأمراء المجون، يصير كل شيء مباح، وانهيار مداميك ما يسمى بالقيم والاخلاق والمحرمات فيه الكثير من وجهات النظر … فنيرون احب روما واحرقها، والحجاج حفظ كلام الله وقصف الكعبة …تعالوا لنقول كلمتنا بوجه التنين ولمرة واحدة وليكن من بعد ذلك الطوفان، سئمنا التحليل والتعقل وممارسة اقصى درجات الضبط والحكمة ولربما يتطلب الموقف ان نصبح المجانين بوضح النهار، وجنون الجماهير فيه الكثير من التعقل حينما تعجز القيادات بليلها…هي كلمة للتاريخ وليغضب من يغضب، فلم يعد يهمنا غضب حفنة من الفاسدين والسماسرة وحفنة من الدراويش المتطرفين والعنصريين، فهم الحاقدون على الأفكار المبدعة المحلقة بعنان السماء … وهم من يخافون من ان يصبح الوطن وطنا فعليا للكل ومن لا يرى الوطن الا بعيون لغة الدولار والبزنس، يرتعبون من الفكر الحر، يرتعبون من قصيدة حب ومن ظفيره سمراء ترقب سويعات الغروب على شاطئ البحر المائج أو من قصيدة صوفية تحاول مناجاة الله بعيدا عن الشهوة والملذات بالعسل الموعود وحوريات العين ….

هذه الخربشات والمفردات تأتي في ظل واقعية ووقائعية المشهد الراهن في ظل معركة الثبات والتجويع، وللجوع قصص يعلمها العشاق جيدا، فأعذروا لي خربشاتي يا سادة القوم وصغاره، واعذروا حزني وبكائي على الوطن الضائع المسلوب … فهكذا تكون العودة لرسم ونقش الكلمات هنا حيث ناصية الحلم والحقيقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى