لا أحبُّ الغياب
القس جوزيف ايليا-شاعر سوري
سياطٌ من الملحِ فوق جراحي يعذّبُني جَلْدُها
غيرَ أنّي أقومُ
وأمشي طريقًا من الزّهرِ
شادتْهُ كفُّ جدودي
ولمْ يستطِعْ طمْسَهُ رملُ مَنْ كان يسعى لشلِّ خطايَ قديمًا
ومازال يزرعُ فيهِ بذورَ الكَمَدْ
كأنّي من الصّخرِ جئتُ
وليس من الّلحمِ هذا الجسدْ
أمدُّ يديَّ إلى ما أريدُ من البحرِ
ثمَّ أروحُ
لأبنيْ لنفسي من الغيمِ أشهى بلدْ
أنا نغمةُ الدّهرِ تطربُني
لا أحبُّ الغيابَ
ولا ضمّةَ القبرِ
إنّي أريدُ البقاءَ
كغصنٍ فَتيٍّ بكرْمِ الأبدْ
فيا من تُعِدُّ لمجدي منازلَ أبقى
وتطلبُ قربي
وترسمُ وجهيْ كما أشتهيهِ : مَدَدْ