قراءة في ديوان ” نزف ” للشاعر المقدسي عز الدين السعد

هدى عثمان أبو غوش

“نزْف”ديوان شعري للشاعر الفلسطيني عزّ الدين السّعد، ابن قرية اللجون المهجرة والقاطن حاليا في في القدس 2021، تمّ طباعة ديوانه الرابع في مطبعة القادسية المقدسية.
العنوان “نزْف” ملائم لمضمون الديوان، فالقصائد تنزف بشكل غاضب، لمساتها ثورية، لونها سياسي ووطني، وجهها حزين، تحث على الإصرار والصمود تحت سقف جسد الوطن، وتؤكد على تمسك الفلسطيني بذاكرة وطنه عبر كلّ الأجيال، تمطر وتبوح بالوجع، النكبة وخيانة الأُخوة العرب، فيها رثاء للشهداء ومديح للأطفال،ونقد لقتل النساء في في المجتمع،وصرخة حق العودة، فيها حبّ الوطن؛ لذا فالحروف تصرخ وتعاتب وتهدأ في حضن الأرض، والقارىء لتلك القصائد يسترجع أرشيف الأحداث في قضية البوابات الإلكترونية والعشق المحرم عند العرب وخيانتهم. ونشم في بعض القصائد رائحة ابتهالات وصوت العُمر والأيام وهواجس عاطفية، ويهدي الشاعر ابنته الكاتبة الشابة رهف قصيدة باسم”هي ذي الأميرة صغيرتي”، كما كتب للأحفاد. وقد احتوى الديوان على قصيدة بالعامية.


جاء أُسلوب الشاعر عز الدّين السعد متفاوتا ما بين الشكل الخطابي والشكل المباشر التقريري الذي يخلو من الاستعارات أو التشبيه والخيال،وما بين بعض القصائد القلائل التي نجد الصور الفنية، عامة تجتمع العاطفة الصادقة عنده في كلّ القصائد… فعلى سبيل المثال يقول في قصيدة “الماء مرّ والخبز مالح”قد يستبيح الظالم العالم العربي
لكن القدس عصية
يظن كل يوم احتلها
لكنها حرّة لم ينل منها شبرّا يصالح”.
وفي قصيدة “القدس عروس الأرض”تأتي الكلمات المستهلكة التي يرددها الصغير والكبير،فلم يستخدم الشاعر كلمات مغايرة تجعل القارئ يتأمل الصورة الفنية أو تحرك أحاسيسه.
بينما نجد في بعض القصائد رغم بساطة الكلمات نبض الإحساس التي تحرك مشاعر القارئ كقصيدة “وحدنا” يا وحدنا أمام الطغاة شهيدنا تكلم
والجريح والكسيح والصحيح تقدم
منذ سبعين مضين وحدنا
وإلى سبعين تأتي ؟ أوحدنا”.
وفي قصيدة “خذني إليه”تفيض المشاعر بمعاني الحب في الحنين إلى طبيعة الوطن حيث جبل الخليل والجرمق والزيتون والوديان،وفي هذه القصيدة يؤكد الشاعر من خلال بوحه على مدى ارتباطه بالوطن، وأن حبّ الوطن هو ككل لا يتجزأ.. كانت الأماكن والمدن والقرى المهجرة حاضرة في قصائده وخاصة مسقط رأسه قرية اللجون المهجرة عام 1948.
جاءت بعض العناوين طويلة وكأنها ومضات مثل”سينتصر أهل القدس هو الجواب” “كل عام نولد على وهج الأمل” “لنا الغد ولليرموك والعرب” وغيرها،حبذا لو اختصر الشاعر من العنوان لأنه حمله كلمات أكثر ممّا يجب.
مبارك للشاعر عزالدين السعد ديوانه الشّعري الذي ينبض بالوفاء والإخلاص وحبّ الوطن،فهو فعلا نزف المكان والعمر والجراح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى