خوابي الشهد.. في ” الرصيفة ” كانت لنا أيام
سمير عبد الصمد | شاعر أردني
إلى أرضِ (الرصيفةِ) عدتُ صبًّا
ألملمُ في خريفِ العمرِ حبا
///
أعودُ وفيّ إطلالاتُ ماضٍ
لطفلٍ في هواها قد تربَّى
///
أعودُ لبيتِنا، وأطوفُ شوقًا
أسرّحُ ناظري شرقًا وغربا
///
وأعدو نحوه أخفي ارتعاشي
قد اشتعلت خوافي الرأسِ شيبا
///
لألمسَ فيه جزءًا من وجودي
وأنبشَ ساحَهُ دربًا فدربا
///
لِيقبلَ صمتُ جفنيكَ اعتذاري
يؤرقُني أرى عينيكَ غضبى
///
على الحيطانِ تغفو ذكرياتٌ
وفي الشباك فاض الحبُّ خصبا
///
وفي عتباته أرسلتُ عُمرًا
أيذكرُني؟ وكان الغصنُ رطبا
///
وداليةٌ ضفائرُها تدلت
سقت ندماءها العشاقَ نخبا
///
ذوت أغصانُ كرمتِنا وصارت
بقايا وارفاتِ الأمسِ جدبا
///
أشمُّ عبيرَها الفواحَ فجرًا
وأنثرُ حول هذي الدارِ قلبا
///
وأدنو من عشياتِ التصافي
لأنهلَ من خوابي الشهدِ عذبا
///
يُسيلُ أصيلُها شلالَ تبـرٍ
كسا صفصافَها الممشوقَ ثوبا
///
فأذكرُ صحبةً، أهلًا، رفاقًا
يبللُ دمعي الحرانُ هدبا
///
ولكن، لا تغيرني ظروفٌ
وإن كان الفراقُ عليّ صعبا
///
فحالي، وارتحالي، واشتياقي
إذا ازددتُ ابتعادًا زدت قربا