ثُقُوبْ سَوْدَاءْ
موزة المعمرية
لم تكن لتُدرك تلك الجميلة بأنَّ الحياة تُطارِدها, ولم تكن لِتُخلصْها من تلك القيود التي كانت تُكبلها وتجرها معها نحو تلك الثقوب السوداء العميقة السُّحْقِ والسَّوَاد, عمالقة مُخيفة الأشكالِ, والأجناس, ألوان غريبة خالية من رونقِ قوسِ قزح الجميل, عُقول مَسْمُومة بسُمِّ الشيطانِ الأعظم, أرواح مَمْسُوسَة بمَسِّ أبناءِ إبليس, كلاب سوداء تحُيط بوردةٍ بيضَاء, وردة السَّلام الأبديةِ الخُلُود, لا مفرَّ مِن الكلابِ, أوِ السَّوادِ, أوِ القُيود, ولكنها لازالت تنبض بالجمال, هي مَنبعه, ورَونقه, وكَيانه, وصوتها العذب يُطْرِب كُلَّ من يسمعه كُلَّ يوم, يصدح في المكان إلى مَلَكُوتَ آُخَرْ, ولكنها رغم المُقاومةِ الشَّرِسَة تحتاجُ أخيراً إلى رَوْنَقِ السَّلام…
فمتى يُزهِرُ كَوْكَبُ السَّلام؟!