جفت مائدتي

إيناس عابدين

أجالس ذاتي على مائدة ممتلئة بالفراغ !
ها هنا …
كان كوب قهوة مٌرة ..
وهنا كانت يدانا تتشابكان ..
لتعلن عن عرس تقيمه الأصابع ..
وتزفه الضحكات وتغني له العيون .
…..
أحملق في فراغي الممتد أمامي ..
نعم هناك ..
في تلك الزاوية تماما ، حين سقط البن مبعثرا على جسدي..
تخلت ضحكتك عن صوتها !
قمتَ ممتلئا غيرة من شيء يلمسني غير يديك..
واحتضنت يديّ خوفا علي من حرقٍ يصيبني ..

والآن تخليت أنت عني !
وبضحكة كئيبة أحادث ذاتي ، أستمع لصوتك الذي يمر
فارغا من الحب .
انتهينا !!!

ألم تعد تخاف علي من حرقة قلب!!
ألم تعد تغار من عذاب يسكب على روحي .
فيحرق الأخضر واليابس..

والله لم يعد لدي زهرة تنمو على وجنتي !
ولم يعد لي من ورق يخضر في عينيّ .
ونسي التراب أن يمدني بغذائه والشمس ولّت بوجهها عني ،والمطر بخل بقطراته!
فبتُّ أنا السنين العجاف .
ومائدتي جافة ..
لا من قهوة ولا من شيء
يشعرني بالكفاف .