كلُّ الدُّرُوبِ إلى عينيكِ أسلكُهَا

شعر: د. حاتم جوعيه – المغار – الجليل  – فلسطين

البحرُ أنتِ فكم أشتاقُ للغرَقِ

والبدرُ أنتِ يُضيىءُ الكونَ في الغسَقِ

|||

كلُّ الدروبِ إلى عينيكِ أسلكُهَا

إليكِ أمضي ومهما صَعَّبُوا طرُقي

|||

أنتِ الحياةُ لقلبي والنعيمُ لهُ

أبقى أحبُّكِ حتى آخر الرّمَقِ

|||

قد كنتِ لي بصيصَ الحُلمِ في شجَني

وَكُنتِ أنتِ خيوطَ النّورِ في الشَّفق

|||

كانتْ حياتي ضياعًا دونما هدَفٍ

حتى التقينا تلاشَتْ غصَّة ُ الأرقِ

|||

الحُبُّ من قبلِنا ضاعَتْ معالِمُهُ

 حتّى أتيتِ فشعَّ السَّعدُ في أفقي

|||

يا جنّة َ الخلدِ طولَ الدَّهرِ وارفة ٌ

فيها فكم   مَنبع صافٍ وَمُندفقِ

|||

كلُّ الينابيع أضحَى ماؤهَا عذبًا

 ولم يَعُد في الدُّنى من منبع رنِق

|||

يا توأمَ الروح يا دنيا مُلوَّنة

في سحرِ روعتِهَا في نشرِهَا العبقِ

|||

وبينَ أحضانِكِ الأجواءُ دافئة ٌ

قد فاقَ عطرُكِ نفحَ الوردِ والحَبَق

|||

يا حبَّذا الحُبُّ شهدًا حينَ نرشُفهُ

وَخَمرة َ الروح تبقى للهوى الخفقِ

|||

يا  حبَّذا قبلة ٌ من فيكِ دافئة ٌ

وَأرشُفُ الشَّهدَ في شوق ٍوفي سَبق

|||

رمزُ الأناقةِ في شكلٍ وفي عملٍ

سحرُ البلاغةِ في أسلوبيَ اللبقِ

|||

وإنّني شاعرُ الأجيالِ قاطبةً

كم ناقدٍ غارَ مِنِّي أرعَن ٍ خرقِ

|||

قطعتُ عمريَ في كدٍّ وفي تعبٍ

كأنَّ خطويَ في السّردابِ أونفقِ

|||

كلُّ الشّدائدِ والأهوالِ أهزمُهَا

ماكنتُ في وجلٍ يومًا وفي قلقِ

|||

إنِّي أجودُ بفيضِ الخيرِ في فرح

من غير ما ثمن ٍكالمُزنِ والودقِ

|||

ديني يظلُّ شعارَ الحبِّ أعلِنُهُ

وغيرُ دينِ الهوى ما كان مُعْتَنقِي

|||

أراكِ قادمة ًكالظبي شاردةً

في أفقِ ذاكرتي في فسحةِ الحَدَقِ

|||

أراكِ مُقبلة ً كالشَّمسِ مشرقة

فينتشي الشعرُ إبداعًا على  الورَقِ

|||

في القلبِ  أنتِ وفي الوجدانِ باقيةٌ

إليكِ يبقى مَدى الأيّام مُنطلقِي

||

أحيا الهوَى ودنيا الحبِّ مُنتشيًا

في القلبِ سهمُ غرام ٍ جدَّ مُخترق

|||

الحُبُّ إكسيرُ روح شعَّ جوهرُهَا

مثلي وكم عاشق ٍ بالحُبِّ مُحترِق

|||

يبقى هوانا مدى الأيامِ مُؤتلقًا

 وفي ارتقاءِ المعالي خير مُؤتلقِ

|||

كلُّ  الصّعابِ فلا تثني مطامحَنا

لا شيىءَ يُوقفُ حُبًّا دائمَ الخفق

|||

نحنُ المَنارةُ للأجيالِ قاطبة ً

نبقى المثالَ وفي إبداعِنا الغدِق

|||

خُضتُ الحياةَ بلا يأس ٍولامللٍ

أمجادُنا بُنِيَتْ بالجُهدِ والعرَقِ

|||

ولي رسالةُ حقٍّ  لستُ أترُكُهَا

هيَ الأمانةُ طولَ الدَّهرِ في عُنُقِ

|||

ولي قضيَّةُ شعبٍ بتُّ أعبدُهَا

ولن يُبَدَّلَ من عزمي وَمن خُلقي

|||

أنا المناضلُ في كون يفيضُ أسًى

لرايةِ الحقِّ دومًا خير مُمتشِقِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى