أنا حُزنُك المنْسِيُّ

ياسين البكالي | اليمن

لأنَّ الذي يَغشاكَ
فوقَ الغرابةِ
ستَلقى سؤالي
هارباً مِن إجابتِي

أنا حُزنُك المنْسِيُّ
يا كعبةَ الأسى
فطُفْ بي كثيراً
قبلَ بَدءِ الكتابةِ

وقلْ لي وريحُ الخوفِ
تَجتَثُّنا معاً
متى سوفَ يَنجو
مَن تَحَامى بغابةِ ؟

بلادُكَ نَصلٌ
كامنٌ في صدورِنا
تُربِّي التحايا
في شِعابِ الحرابةِ

وقد قِيلَ عنّا أخوةٌ
بَيدَ أنّنا
إلى الآنِ لا نَدري
بمعنى القرابةِ

لقد أشبعَتْنا الآهُ قهراً
وكلَّما
رأينَا سُروراً
نَرتمي في الكآبةِ

قُيودُ الفتى
في مَهمهِ العُمرِ جمَّةٌ
وأفتَكُها بالمرءِ قَيدُ الصبابةِ

سَفحتُ دمي
في شاطئِ العيشِ؛ لم أكنْ
عنيداً بما يَكفي
لكَِسْرِ الرتابةِ

وبي شَغَفُ الأطفالِ
للجَرْيِ حينَما
يَفِرَّونَ كي لا يَصعدوا
ظهرَ دآبةِ

وبي وطنٌ
في كلِّ يومٍ تُصيبُهُ
سِهامُ المدى
حتّى اختَفى في الإصابةِ

فكُنْ صاحِبي
يا هاجسَ اليُتمِ لم يَعُدْ
سِواكَ صديقٌ
مِن جميعِ الصحابةِ

كأنّي وحيدٌ
سادِرٌ في اعتزَازِهِ
يُحاولُ أن لا
يَنتَمي للعصابةِ

وما في حوافي القهرِ
أنكى مِن الأذى
إذا طارَ مِن هشٍّ
بدعوى الصلابةِ

أعِرْ نبضَكَ الخالي
مِن الطينِ قطرةً
يُضَمِّدُ فيها الماءُ
جُرحَ السحابةِ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى