أدب

ذهبت تتلذذ بالشهادة!

د.أحمد جمعة |مصر

ليس أحنّ علينا من القذيفة يا ابنتي،
فوحدها ستريحنا من الرعب
وتدمل ظهر عمرنا
ولو لمرة
من جرح الخيانة،
مجنزراتهم كانت رحيمة بأبيك
حين لصقته على جرح الرصيف
ک لاصق طبي
كي لا يتألم جسد البلاد
داست مجنزراتهم جدكِ وأخاك
داست أمّك
وعمّك
وخالك
وأولادهم
جراح البلاد كانت كثيرة
ويائسين كلّهم حاولوا تضميدها
لكن سكاكين الحرب
ولاّدة
لا تنتهي،

إن الحياة في بلادنا يا ابنتي
حرام
تعاطيها حرام
قربها حرام
والتفكير فيها جريمة أخلاقية
يعاقب عليها
العالم المثالي
أمثالنا،
فلا تنجرّي وراء شهوة الحياة
وتفسدي على عمرك القصير
لذة الشهادة.

البلاد يا ابنتي
جرحنا الذي يكبر كل يوم في قلوبنا
جرحنا الأبدي في أرواحنا
جرحنا الذي فتحته المبادئ في عقولنا
فهات الخريطة كي أراها ولو لمرة
هات الخريطة كي أضعها تحت رأسي
لينام قلبي
لتنام روحي
لينام عقلي للأبد
وتبقى عيني مستيقظة
شاهدة على ألم
الخيانة،
هات الخريطة..
هات الخريطة…

لكن الطفلة كانت باردة جدا
قد ذهبت قبل حديثها
لتتلذذ بالشهادة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى