قراءة في معرض الفنان السوري الراحل وحيد مغاربه في زمزي كلري

قراءة نقدية بقلم : الفنان التشكيلي إياد الموسوي

iyad@idc-consultant.com

Instagram:@ iyadalmosawi.art

تنوع وتجريب في الأساليب وجمع بين الحداثة والموضوع الاجتماعي لما يعكسة من اصالة وترسيخ للمعاني الاجتماعية والإنسانية لأهالي مدينتة حلب

قدم زمزي جاليري في دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة، المعرض الحصري للفنان الراحل وحيد مغاربه ضمن موسم دبي الثقافي بعنوان: (بين الأصالة والحداثة) وعرضت مجموعة من أعماله صغيرة الحجم مختارة مابين – 2017-2009 . وقد استمتعت بزيارة المعرض واطلعت على الأعمال الفنية التي تتميز بالتنوع في الاساليب والموضوعات الاجتماعية.

إن وحيد مغاربه فنان مهم ليس على مستوى سوريا لكن على مستوى الوطن العربي، والجدير بالذكر هنا أن لوحاته تتمتع بالكثير من المزايا، وأهمها هو أنه يمتلك أدواته التشكيلية بتمرس ، ولدية القدرة على التعبير عن خياله بشكل جميل جداً، والأمر الثاني إن الكثير من أعماله تشكل تعبيره عن الحنين إلى المدينة والمحلة التي كان يعيش فيها والطقوس الاجتماعية السائده هناك، ثم تعاقب الأجيال.

فجموعاته البشرية تشير بوضوح الى رصده لحركة الحياة بمختلف مراحلها العمرية،  ومن جانب آخر يركز على التعبير والحنين إلى أيام الطفولة والصبا، وهو غالبا ما يرسم الشخوص في مناسبات إجتماعية مختلفة، ويرسم الشخوص على شكل مجاميع بتقنيات فنية مختلفة في تلخيص الأفكار والأشكال والوجوه، واعادة تلخيص التكوين لديه تصرف تشكيلي يتميز به، وتمكنة من التكنيك والتشكيل  ونلمس  ذلك في تخطيطاته التي تعكس الأصالة والحداثة في ان واحد وهنا تبرز عبقرية الفنان ، وحول تجربته على المستوى الفني لم يأخذ الفنان وحيد مغاربه حقه من الاهتمام والعناية وتسليط الضوء على اعمالة، لذلك نجح زمزمزي جاليري في تنظيم معرض متميز وقدم لجمهور محبي الفن اعمال وحيد مغاربة في عرض جميل وقد سلط الضوء على مسيرته الفنية في الساحة التشكيلية، والاعمال المعروضة من مقتنيات زمزي جاليري الرائعة، لما تتمتع به من إحساس عميق بمناخات الحياة الحلبية وأسواقها الشعبية، وحركة الناس والمجتمع فيها، وتبدو من خلالها ملامح العمارة العربية، ومن جانب آخر تمتاز لوحات الفنان الراحل وحيد مغاربه في تنوع الأساليب والتقنيات، والإمكانية الكبيرة في التعبير عن المنظور أو العمل التشكيلي بشكل حداثي، وقد تجول بين اساليب ومعالجات تشكيلية كثيرة لكن جميعها امتداد واحد الذي هو امتداد لشخصية وحيد مغاربة الفنان الحلبي الاصيل والحداثي في آن واحد.

وهناك معالجات شجاعة لعدد من الأعمال باسلوب تجريدي لكنه تميز   بأعماله التعبيرية، وهو فنان تعبيري بإمتياز نجح في خوض التجربة التشكيلية وبالتحرر من قيود التبعية التي كانت تسود الساحة الفنية في ذاك الوقت، واعتمد على الذاكرة والوعي الثقافي في موضوعاته، واستمد قيمه التشكيلية من الموروث المحلي والفن الشعبي، وفي نهاية التسعينيات قادته أشواقه نحو عالم التجريد وأصبحت أعماله نافذة تطل على ربوع جديدة من الصيغ التشكيلية والمنظومات اللونية لينتقل بعد ذلك إلى عالم المنمنمات وجماليات الشرق، وثقها بشكل حداثي وليس بشكل تقليدي، وهذه هي ميزة الفنان الأصيل إنه يتكلم بروح العصر بتطوير أساليبه وكذلك التنوع في معالجات المواد فأحيانًا يستخدم ألوان الاكليريك والزيتي أو الرصاص أو الألوان المائية ، تمتزج بها الرائحة الشرقية التي استلهمها من منظومات السجاد الشرقي والمنسوجات الشعبية والأواني الخزفية وغيرها من المشغولات التي تحفل بها الأسواق القديمة التي خصها بزياراته وتأملاته، كما لعبت البيئة التي نشا في كنفها دورًا فاعلاً في تكوينه الروحي والنفسي. وأذا اجرينا مقارنه بسيطة بين الفنان وحيد مغاربه وأقرانه مثل لؤي كيالي أو فاتح مدرس، نلاحظ بوضوح أن الفنان الراحل وحيد مغاربة يتميز بطرح مواضيع كثيرة خاصة منها الشعبية والاجتماعية ومفاصل الحياة العامة والعادية في تلك الفترة وجرب التنوع في الاساليب والمعالجات التشكيلية، وقد تحرر من فكرة الاسلوب الواحد وخاض غمار التشكيل باساليب ومعالجات مختلفة وكان موفقا في اغلبها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى