مقال

خَرِيْفٌ فِي غَيْرِ مَوْعِدِهِ

خَرِيْفٌ فِي غَيْرِ مَوْعِدِهِ

بقلم: الكاتبة معالي التميمي | العراق

لَيْسَ الْخِرِيْفُ فَصْلَاً يَجِيءُ وَ يَذْهَبُ بَلْ هُو آخِرُ مَحَطَةٍ يَقِفُ عِنْدَهَا قَطَاْرُ العُمْرِ قُبَيْلَ الرَحِيْل، فَصْلٌ تَذْبُلُ فِيْهِ الرُوْحُ مَهْمَا صَغُرَتْ أَوْ كَبُرَتْ كَمِثْلِ جَذْوَةٌ شَاْرَفَتْ عَلَى الإِنْطِفَاْءِ بَيْنَّ أَحْضَانِ الظَلَاْمِ، نَاْحِرَةً كُلُّ مَدَاْئِنِ الأَحْلَاْمِ وَ الكَلَاْم.

قُلُوْبٌ مَاْ زَالَتْ فِي رَيْعَاْنِهِاْ زَنَاْبِقٌ لَمْ تَرَ وَهْجَ الحَيَاْةِ بَعْدُ إِلَا إنَّهَا قَاْسَتْ صِرَاعَاْتَ أَلْفِ عَاْمٍ فِي أَيَاْمِ، تَحَوْلَ النَسِيْمُ حَوْلِهَاْ دُخَاْنٌ وَ كِبْرِيْتُ فَذَبُلَتْ وَجَفَّتْ أَوْرَاقِهَاْ فِي مَهْدِهَاْ الرُخَاْم، قَدْ تُعِّمِرُ بَعْدَ هَذَا الوَهْنِ أَعْوَاْمَاً إِلَاْ إِنَّهَا أبَدَاً لَنْ تُزْهِر وكَيْفَ لَهَاْ ذَلِكَ بَعْدَمَاْ أَرَاْقُوْا عَلَى سُطُوْحِ الأَرْضِ دَمُ. خَرِيْفٌ فِي غَيْرِ مَوْعِدِهِ اغْتَاْلَّ الفُصُوْلَ وَ اسْتَوْلَى عَلَى الزَمَاْنِ وَ حَتَى الحِمَاْم، مَاْ ذَنْبُ كُلَّ تِلْكَ الأَيَاْدِي التِي مُدَتْ وَلَمْ تَجِدْ لَهَاْ مَاْسِكَاً! مَاْ عَيْبُ كُلَّ تِلْكَ الصَرَخَاْتِ التِي لَمْ تَجِدْ لَهَاْ سَاْمِعَاً!، أًتَرَى وِجْدَاْنُ العَاْلَمِيْنَ عِدَاْمُ؟ أَتَرَى بَصَاْئِرُ العَاْرِفِيْنَ سِقِاْمُ؟، لَنْ يَأْتِي اللَيْلُ مَاْ لَمْ تَسْمَحُ الشَمْسُ وكَذَاْ الحُرُوْبُ مَا لَمْ يَأذَنَ الحُكَاْمُ، وَحَتَى الشُعُوْبُ لَهُمُ فِي قَوْلِهِمْ أحْكَاْمُ.

شُتَاْنِ مَاْ بَيْنَّ الفِعْلِ أَوْ الْلَاْ فِعْلِ يَخْتَاْرُ المَرْءُ مَاْ يَسْتَهْوِيْهِ إِثْرَ مُرُوْرِهِ بِطِفْلٍ مَغْمُوْسٍ بِحَوْضِ دِمَاْءِ أَوْ هَيْكَلِ شَاْبٍ مُعَلَقَاً فِي بِنَاْءِ أَوْ حَتَى نَحِيْبُ أُمٍ ثُكْلَى عَلَ الأَبْنَاْءِ، أَيُّ رِثَاْءٍ بَعْدَ يَبَاْسِ الأَغْصَاْنِ يُحْيِهَا وَ يُعِيْدُ لَهَا أَوْرَاْقِهَا المَبْسُوْطَةُ تَحْتَ الأَقْدَاْمِ،
إِذْ كَلُّ مُوَاسَاْةٍ بَعْدَهَا لَحْنٌ عَطُوْفٌ بِلَاْ أَنْغَاْمِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى