رسالة المسرح في يومه العالمي
شاكر فريد حسن
كما الشعر، للمسرح يوم عالمي يحتفى به، وبهذه المناسبة، ومن هنا، أبعث بأحر التحيات لجميع المسرحيين الفلسطينيين لما يقدمونه من أعمال مسرحية ملتزمة بقضايا شعبنا الوطنية والسياسية والطبقية، على خشبة المسرح الفلسطيني، وأرجو لهم مستقبلًا ناجحًا وباهرًا.
فالمسرح كما قال لينين “اعطني مسرحًا أعطيك شعبًا واعيًا وثورة”، حيث أن للمسرح مكانة حضارية مهمة في حياة الشعوب والأمم على مر العصور والازمان، فهو أداة تعبوية وتثقيفية ووسيلة للتفاعل مع قضايا الشعب والمجتمع، وللتأثير وإحداث التغيير المطلوب في المجتمع، من خلال تعزيز الحوار والسجال الاجتماعي، وتسليط الضوء على جوانب مختلفة من واقعنا وحياتنا الاجتماعية، وإبراز وجهات النظر المختلفة.
وقد أثبت المسرح عبر قرون إنه المكان الأكثر قدرة على إيقاظ العقل وبلورة الوعي وإيقاد شعلة التغيير والسير بالمجتمعات نحو المستقبل والغد الأفضل والأجمل، وهو أول الفنون التي عملت على رصد هموم الإنسان وقضاياه وتحدياته على تنوعها، فكان العين التي تواكب حركة التغيير التي تطرأ على المحيط بكل تفاصيلها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فأصبح وجهة نظر قادرة على إحداث كل الأثر، الأمر الذي جعل منه الأكثر تأثيرًا في المجتمعات وأتاح للمشتغلين فيه الفرصة لترك بصماتهم المؤثرة البناءة.
والمسرح الفلسطيني هو مسرح فتيّ، مسرح مقاومة يحتاج للمؤازرة، وهو حر يرفض كل قيد يذهب بعيدًا ويعود محملًا بآمال واحلام مشروعة. إنه ظاهرة حضارية تصور وتعالج المسألة الفلسطينية، لكنه مسرح تجريبي يتعرض لكثير من الاحباطات ما جعله مسرحًا آنيًا وموسميًا، ومع ذلك فقد قطعت التجربة الفلسطينية بالمسرح أشواطًا من النضال والكفاح، رغم الملاحقات والمضايقات من الاحتلال، أصحاب هذا الفن حاملين هموم وتطلعات المجتمع والوطن الفلسطيني، وينظرون إلى مستقبل مشرق لمسرح فلسطيني الهوية عربي الانتماء إنساني النكهة.