في أحضان الله
سجى مشعل | فلسطين
ستمرّ خلال رحلتك بما هو أسوأ ممّا تظنّ، وستحتاج لتعترف بأنّك تعبت، وبأنّ يديك قد تعبتا من كثرة التّمسّك بحبال المراوغة، ستحتاج إلى لحظة تقف فيها وجهًا لوجه مع كلّ تلك الأيّام الّتي صنعتك حزينًا كنت أم سعيدًا، ستقف أمامها لتنظر إلى هذا الصّنيع خائفًا أو مفتخرًا ربّما، ستحتاج أن تصرخ كثيرًا وأن تتنصّل من كلّ اللّحظات الّتي ادّعيت فيها بأنّك جدار استناد وبأنّ أكتافك عنوة للحانيي رؤوسهم عليها اتّكاءً ورغبة في شحذ السّند، ستحتاج في كلّ لحظة جديدة محاولة تقبّل شعورك تجاه ما يحدث داخلك أو حتّى في الخارج، فهل جرّبت مثلًا هربًا من فكرة تُلِحّ عليك أن تبكي وأنت في عزّ انشغالك؟، أن ترقص حافي القدمين في ليلة ظلماء تحت ضوء القمر؟ _ دعْ عنكَ_ وجرّب إذن أن تنام في أحضان الله إذا ما التقاك الفرح أو قلاك، ستجد حينها بأنّ احتياجك للاستسلام صار مضاعفًا في سبيل التّنعّم بلحظة “اللّهمّ آمين” في ذيل كلّ رجاء.