الاِحتفاء بالمُنجزِ الأدبيّ للشاعرِ والكاتب محمد مظلوم في مُؤسسةِ أضواء القلم الثقافيَّة
لطيف عبد سالم | العراق
احتفت مُؤسسة أضواء القلم الثقافيَّة، بالشاعر والكاتب العراقي المقيم في سوريا الأديب محمد مظلوم. وتأتي هذه الاستضافة التي جرت في مقرِ المُؤسسة بالعاصمةِ بغداد ضمن نشاطات المُؤسسة المُعتادة.
اِبتدأت الجلسة التي أدارها رئيس المُؤسسة الأديب لطيف عبد سالم، وحضرها جُمهور نخبوي من أدباءٍ وكُتاب وأكاديميين ورؤساء وأعضاء بعض المؤسسات الثقافيَّة وبعض شيوخ ووجهاء المدينة، إلى جانبِ المهتمين بالشأنِ الثقافيّ الذين التأموا في رحابِ هذه المُؤسسة التي يعود تاريخ تشكيلها إلى عام 2003م، بترحيبِ مدير الحلسة بالأديبِ الضيف والحضور الكريم، شاكرًا كلّ مَن تَجَشَّمَ عَناءَ الحُضُور، ومُشيدُا بتواجدِهم الذي يعكس اهتمامهم وحرصهم على متابعةِ نشاطات هذه المؤسسة العريقة، وداعيا الباري عزّ وجلّ لهم التوفيق وأنْ يحفظَ العراق ويوحد كلمة شعبه، ثمَّ قدم نبذة عن السيرةِ الذاتيَّة والأدبيَّة للأديبِ المحتفى به مُشيرًا بإيجازٍ إلى أهمِ محطات حياته ومميزات أدبه، وبعدها أطل مظلوم على جمهورِ الحاضرين، متحدثًا في مستهلِ إطلالته عن سعادتِه بلقاءِ هذا الجمهور النخبوي، وشاكرًا في الوقتِ ذاته إدارة مؤسسةُ أضواء القلم الثقافيَّة على دعوتها إياه، ومستذكرًا أيضًا حضور مؤتمرها الانتخابيّ الأول في نهايةِ شهر تموز مِن عام 2003م، ثمَّ قرأ بعض مَا أنجزَ مِن نصوصٍ وقصائد؛ لأنَّهُ يجيد كتابة شِّعر الشطرين والتفعيلة وقصيدة النثر، والتي اختتمها بقصيدةٍ عن بغداد الحبيبة.
وتضمن القسم الثاني مِن الجلسةِ حوارية شملت ثلاثة محاور، أولها بخصوص تأثير الغُربة في النتاج الشِّعريّ والأدبي بصورة عامة، وثانيها بصددِ ميل مظلوم إلى موضُوع الترجمة في المنفى وإصداره مؤلفاتٍ عدة في هذا المسَار على الرغم مِن أنَّ دراسته الجامعيَّة الأوليَّة في بغداد كانت بعيدة عَن اختصاص اللغات الأجنبيَّة، فيما خُصص الأخير للحديثِ عن موضُوعِ رِثَاء الزوجات. وقبل الشروع بإبداءِ مداخلات وأسئلة الحضور، قدم مجموعة مِن الأدباء والباحثين مجموعة مِن مؤلفاتِهم هدية إلى الشَاعِر محمد مظلوم وهم على التوالي: الروائي حسن الموسوي، والشاعِر عبد الأمير محسن، والروائي الأديب سعدي عوض، والقاص الأديب عبد الله البيضاني، والأستاذ الدكتور فلاح حسن، ومدير الجلسة لطيف عبد سالم، فيما قدم الشاعر فرحان فهيم السامر هدية رمزيَّة تمثلت بـ السدارة البغدادية (الفيصليَّة) التي تميز بلبسِها البغداديون على وجه الخصوص.
وتعبيرًا عن تقديرِ مؤسسة أضواء القلم الثقافيَّة لحضور الشَاعر والكاتب الأستاذ الأديب محمد مظلوم، وتثمينًا لمُساهمتِه في تدعيمِ برنامجها الثقافيّ، قدم الأديب لطيف عبد سالم رئيس المُؤسسة في ختامِ هذه الجلسة – نيابة عن زملائه أعضاء المُؤسسة والحاضرين – درع المُؤسسة إلى الأديبِ الضيف الذي أشاد بدوره بفاعليةِ نشاطات مُؤسسة أضواء القلم الثقافيَّة، وحرص إدارتها على تعزيزِ المشهد الثقافيّ عبر عملها الجاد، والجهود الكبيرة التي تبذلها.
في ختام هذه الأمسيةِ الثقافيَّة الثريَّة كرر رئيس المُؤسسة شكره إلى السادةِ الحضور، وبخاصة الأفاضل الذين تجشَّمُوا عناء الحضور مِن مناطقٍ بعيدة نسبيًا عن مكانِ الجلسة، كما تقدم بشكره إلى إدارة مؤسسةِ العراق الثقافيَّة؛ لمواكبتها نشاطات مؤسسة أضواء القلم الثقافيَّة، كذلك أعرب عن اِمتنانه إلى إدارة المركز العراقي للثقافةِ والآداب؛ لإرسالهِ مجموعة مِن أعضائه للمشاركةِ في حضورِ الأمسية.
جدير بالإشارةِ أنَّ الشاعرَ محمد مظلوم وُلِدَ في بغداد – منطقة الكرَّادة عام 1963م، حصل على شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلاميَّة / كلية الشريعة – جامعة بغداد عام 1987م، عَمِلَ بعد انتهاء حرب الخليج الأولى مدرساً للغةِ العربيَّة في محافظةِ أربيل بكردستان العراق، ثمَّ غادرَ إلى دمشق عبر نهر الخابور خريف عام 1991م، ولا يزال مقيماً فيها. وقد صدر له أكثر مِن ثلاثين مؤلفًا في مجالات: الشِّعر، والمُختارات، والنثر والدراسات، والتحقيق والترجمة.