للريح ذاكرة

فائزة القادري | سوريا

ماتمحو من سطور …

خطت عليها أرياشنا المختالة ،

عابقة بحبر الضوء

مكحلة بإثمد المساء

مغموسة في دم ولهان .

……

وما تذروه …

من حبات طلع الشغف ..

وعبير الشعر العصي على الكتمان والنسيان ..

ومن نشارة الجذوع

الجذوع الصالبة المصلوبة

في مقاعد شاغرة

وعدها الرحيل بأن يأتي ..

ومن قش اتكأت عليه الحرائق

فخانها .

ولملمته المواسم

فتبعثر، ليؤلف نوتة من صفيرها

ويغص به حلق الطقس .

وأوراق لم يسعفها الندى

فصارت شالات للدروب .

***

وما وهبناها ….

من ضحكاتنا الهائية ..

المتعالية على الأحزان ،

راحت تسيج به وطنا بلا سياج

من ذا يفكك أسلاكه ؟

ومن تمرد يتسلق السفوح

ينحت لها المدرجات

ولؤلؤ منضود في غيمات

لاتنام حين ننام

وتبكي حين نبكي ..

***

وما تحوزه

من باحة الدار :

أذان  يقيم صلاة اللهفة

ونقيق العتابات

وفراشات العتابا

وزقزقة المسغبة الأزلية

وتهديد خرمشات الظنون

وغبار لمته نباتات الزينة الصابرة ،

وكل ماعلق على حبل الانتظار

ولم يشبك بملقط الثقة .

ونرجس غض المعنى والمغنى .

***

وما لها من أسفار خرافية ..

وسجايا بليغة وبالغة في الرحلات ..

والغة في العصور الساحرة ..

***

تعشقه ..تخطفه ..

وبذاكرة من حرير الحنين ..

ترسم لبحتها المدارات ..

تؤسس عاصفة ..

وتشتل زوبعة ..

وتلقي السلام على كل مكان .

فكل مكان لها .

هي خيمة كل مكان .

واثنان من آلهة الجمال سخراها ,

تدثر البحار ..

تلاعب الأمواج ..

تحيي المنازل 

والمروج والأغنيات .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى