الطريق إلى كييف وسقوط الأقنعة
محمد زهدي شاهين
أثناء زحف جحافل الجيش الروسي إلى العاصمة الأوكرانية كييف سقطت الكثير من الأقنعة، وبان زيف ادعاء الكثيرين المطالبين بالعدالة الدولية والداعمين لحقوق الإنسان.
نعم لقد سقط القناع، مع العلم بأنه هناك أناس على قناعة راسخة وتامة بأن الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها لا يتم تطبيقه إلا على الضعفاء. أمّا الآن فقد سقط القناع بشكل تام جلي، والصورة أصبحت واضحة مئة بالمئة لمن كان يتمسك ويتشبث بالشرعية الدولية، ولسان الحال يقول بأن الغريق الذي يتعلق بقشة أو كأنما تم قطع شعرة معاوية بيننا وبين هذه الشرعية. وبأن رحى الحرب الدائرة الآن في أوكرانيا، هي الشعرة التي قسمت ظهر البعير. لهذا يجب على الفلسطينيين أن لا يعوّلوا كثيرا على قرارات الشرعية الدولية التي لا تغني ولا تسمن من جوع أمام “قانون القوّة”.
ما الفائدة يا ترى من قرارات مجلس الأمن إن لم تطبق على الجميع دون أن تتعرض للإجهاض من إحدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، في حال تم اعتراض هذا القرار بحق النقض “الفيتو”، الذي لا بد من إلغائه؛ فالشرعية الدولية ولوائح حقوق الإنسان يجب أن تطبق على الجميع دونما استثناء، لهذا يجب تشكل جيش أممي يتبنى هذه العقيدة من أجل تنفيذ هذه القرارات، فالكل تحت القانون الدولي يجب أن يكون سواسية منعا للتكتلات الدولية.
ما طالبنا به نحن الفلسطينيين منذ عشرات السنين تم تحقيقه لأوكرانيا جملة واحدة في أسبوع واحد. أين هي إذن العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان التي كان الغربيون تحديدا يتشدّقون بها؟.
في تراثنا وموروثنا الشعبي يقال “بأن الرطل ما بجيبه إلا الرطل ووقية”، ولا يفلّ الحديد إلا الحديد؛ فالقويّ هو من يفرض شروطه في عالم تسود فيه شريعة الغاب.
في الغرب كل الأبواب موصده أمامنا. لهذا يجب علينا أن نلتفت إلى الشرق
وفي حال لم يتم الغاء حق النقض الفيتو يجب تشكيل تكتل شرق أوسطي، أو نعيد البحث عن الوحدة العربية المنشودة من المحيط إلى الخليج، والتعاون مع كافة الدول الإسلامية وفي مقدمتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ فليس لنا إلا ذاتنا، وهذا الأمر بحاجة لإرادة حقيقية من أجل تحقيقه.