وَسَنٌ تَلَحَّفَ اَلْجُفُون َ
سامية ياسين شاهين | فلسطين
وَسَنٌ تَلَحَّفَ
اَلْجُفُون َ
وَخَبَّأَ مِلءَ عَيْنَيْهَا
جِبَالاً مُثْقَلَةً بَالْرُّضم
عَبِثَ بِهَا اَلْوُجُودُ
وَنَكَثَ فِي قَوْسِ اَلْقُزَحِ
زاحمها اَللَّيْلُ وَأَطْفَأَ
سِرَاجَ اَلْكَوَاكِبِ
هَا هِيَ
هنا وَأَنَا هُنَاكَ
عَصَرَتُ اَلْقَمَرَ
فِي فؤادها فانبثق بَيْنَ تِلْتُلَيْنْ
يَكْسُوهُمَا
زُمُرُّد سُلَيْمَانَ
وَيَقِفُ اَلْهُدْهُدُ
عَلَى قَابِ قَوْسَيْنِ وَأَدْنَى
يَتَنَاقَلُ خَطَّ اَلْعُبُورِ
وَيَنْشرُ اَلْخَبَرَ
ثمّ
يَنْبَلِجُ مِنْ رَحِمِ اَلْجِبَالِ اَلْعَنِيدَةِ وَيُرَاقِصُهَا
فَوْق مِرْآةِ قُصُورِ
اَلسُّلْطَانِ
حِينِهَا تَهادنَ قَلْبُها
مَعَ صِدْقِ يُوسُفَ
لِتَعْزِفَ سِمْفُونِيَّةً وَتَرَاتِيلَ
اَلْوَصَايَا اَلْعَشْرِوَتَقَمَّصَتْ قَمِيصَ يُوسُفَ
فَبَثَّتْ فِي سَوَاحِلِ عَيْنَيْهَا أَلْوَانَ اَلْبَرْزَخِ تَمَازَجَ بِعُنْفُوَانِ
وَوَرَعِ يُوسُفَ
وَحَلَّقَ اَلنَّوْرَسُ
فِي فَضَاءَاتِ اَلزَّنَابِقِ
وَعَلَى اَلشِّفَاهِ تَمَايَلَ حديثُ اَلنَّسَمَاتِ
أَعْلَمُ وَأَنِّي أَعْلَمُ ولا أَعْلَمُ
سِوَى مُلكِ قَلْبٍ
يُغْدِقُ بِالْبَسَاتِينِ
ويسيرُ فؤادُ ها
نَحْوَ قُبَّةِ اَلرُّوحِ
وَتَرَفُ عَبْرَ أَثَرِ اَلْفَرَاشَةِ
فَأَثَرُ اَلْقَرَّاشَة ِ يُلَاحِقُهَا
فِي كَيْنُونَةِ اَلْوُجُودِ لَا يَزُولُ
تَشَبَّثَتْ بِحِبَالِ اَلسَّحَابِ كَخفةِ رِيشَةٍ فِي بَوْتَقَةِ اَلْهَوَى
وَاسْتَكَانَ البَنانُ
اِفْتَرَشَتِ اَلْحُقُولَ فِي اَلدَّمِ
وَاسْتَلَّ عِطْرُ اَلزَّعْتَرِ وَالزَّيْزَفُونِ فِي سَرَادِيبِ أَفْئِدَةِ اَلْأَنْفَاسِ
حَاوَرَتها قدَاسَةُ مُحَمَّدعَلِى
بَرَّاقٍ نَحْوَ سِدْرَة ِاَلْمُنْتَهَى
وَعَادَتْ عَلَى إِدْرَاجِ اَلْقَمَرِ
وَفِي اَلْكَفِّ سِرَاجُ اَلْمَلَائِكَةِ
والعِشقُ خفّاقٌ
وَارْتَشَفَتْ جَبَابِرَةَ
مِنْ مَرُّوا فِي كُؤُوسٍ
مِنْ حُنَيْنٍ وَارْتَوَتْ
مِنْ نَبْعِ اَلصَّفَا
وَعَلَّقَتِ اَلسَّرَابَ
خَلْفَ أَرْوِقَةِ اَلْمَرْوه