حلم منهك

ناهد بدران | لندن

صمتٌ خشن .. !! يكبو في كفّ الرّيح

ينفلتُ ليعوي خلفَ مزقِ الغمام

و وحلٌ آسنٌ ..!

سقتهُ غيمةٌ في غيرِ آوان

لطّخَ صفوةَ الرّؤى ..

نبضٌ مشحونٌ ببرقٍ غاضب

أزعجَ قيلولةَ الثّرى

و الصّوتُ بينَ الحبالِ عالق

يلوي ثخينها ليعيدَ ترتيلَ الضّحى

على مآذنِ السّديم

و السّحبُ تصبُّ مرارةَ البوحِ

في أطباقِ الرّوح ..

… اعبرْ حزنكَ بلا أقدام

فالشّوكُ غطّى معابرَ اليقين

اخلعْ أسمالَ الذّاكرة .. على ناصيةِ الصّمت

و انصتْ لحبرٍ تراشقَ وعيهُ

على إدراكِ السّطور ..

يبوحُ بدفينٍ حيّ تحتَ أنقاضِ الوجع

يرمّمُ عظامَهُ من نقيّ الشّغاف ..!

مالحٌ كوثرُ الأديم

نرشفهُ غصّة ..غصّة

و نشطفُ وجهنا المتشقّقَ من بقايا

هتونٍ استحلبهُ حلمٌ منهك

كيف نربّي العطرَ في أكمامِ الفرح

لننجبَ قصائدَ تغطّي أسرابها

يبابَ المنى ..

من يسكبُ في ثغرِ النّدى قبلة ؟

و أغنياتُ الصّباحِ ذبحتها الرّيح

ما زالتْ طفلةُ الرّوحِ عالقةً

بين أوردةِ الياسمينِ

ترضعُ ابيضاضَ الشّوقِ

لا زالتْ تحبو .. و لا زالَ

الجوعُ يقرصُ شريانَ القوافي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى