بين المخذِّل و الصديق

 زيد الطهراوي | الأردن

عمت طيور الذكريات قصيدتي
و تسامقت في ساحتي الأشجان

^^^^

إن كنت تفقد وجه إلف واحد
فلقد مضى من حيِّنا السِّلوانُ

^^^^

و لربما مات الرفيق فسلمت
فينا القلوب و غارت الأحزان

^^^^

أما فراقك للمصاحب مرْغماً
لمَّا استطال بحقده الإنسان

^^^^

فغدا يهيّج كل قطعان الذئاب
فينتشي الإعراض و الخذلان

^^^^

فهو النهاية للنشيد و ثلمة
لم تمحها في سيرها الأزمان

^^^^

يا ليت صاحبك الوفيَّ أنالهم
سيف الصدود ليرحل الحرمان

^^^^

لكنَّه أصغى فجفَّ معيننا
و انهار في أرض الوفا بستان

^^^^

أنا لست أنكر أن قلبي واسع
و به تسامح جذرها أغصان

^^^^

و به ستمسح جرحه نافورة
فتبور في كهف الدجى الأضغان

^^^^

لكنّ نفسي كالفراش شموخه
يأبى بأن تغتاله النيران

^^^^

و إذا الرفيق أراق قطرات الجدا
فلينفجر في قلبك البركان

^^^^

ماذا ستصنع للمخذِّل يا فتى
و الغدر في هذي الدنا ألوان

^^^^

فاتركه في هذا الشقاء مجنحاً
فغداً ستكسو كِبرَهُ الأكفان

^^^^

أما رفيقك فهو همس ضائع
و نشيد قلبك ثابت ريَّان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى